اندلعت اشتباكات في الخرطوم صباح اليوم السبت بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع الموالية لحليفه محمد حمدان دقلو، وذلك في تحول مفاجئ للصراع بينهما.
وأعلنت قوات الدعم السريع السيطرة الكاملة على القصر الجمهوري في وسط الخرطوم ومطار الخرطوم ومطاري مروي شمال البلاد والأبيض وسط البلاد. لكن الجيش نفى تماما تلك المعلومات وأكد أن قواته لا تزال تسيطر على كافة مواقعها.
واتهمت قوات الدعم في بيان لها القوات المسلحة بالبدء بالهجوم - في وقت متزامن - على قواعدها ومقارها في الخرطوم ومروي ومدن أخرى، مؤكدة أن قوات الدعم السريع قامت بالدفاع عن نفسها وكبدت الجيش خسائر فادحة.
ورد الجيش بعد قليل باتهام مماثل لقوات الدعم شبه العسكرية بالمبادرة بالهجوم على قواعده.
وتحدث شهود عن مواجهات ودوي انفجارات واطلاق نيران سمع بالقرب من قاعدة تتمركز فيها قوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم.
وأكدت قوات الدعم السريع في بيان لها أنها تفاجأت بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل الى مقر القوات في أرض المعسكرات سوبا بالخرطوم وتحاصر قواتها هناك ثم تشن عليها هجوما كبيرا.
وقال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله إن مقاتلين من قوات الدعم السريع هاجموا عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان.
وكان البرهان وحميدتي يشكلان جبهة واحدة عندما نفذا الانقلاب على الحكومة في 25 من أكتوبر/تشرين الأول 2021. إلا أن الصراع بينهما ظهر الى العلن خلال الشهور الأخيرة وأخذ في التصاعد.
وقبل يومين، حذر الجيش السوداني في بيان من أن البلاد تمر بمنعطف خطير بعد انتشار قوات الدعم السريع المسلحة في الخرطوم والمدن الرئيسية.
وتأجل في مطلع الشهر الحالي، التوقيع على اتفاق بين السلطة العسكرية والمدنية لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ الانقلاب بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش وهو بند اساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل اليه.
وكان يفترض أن يسمح هذا الاتفاق بتشكيل حكومة مدنية وهو شرط أساسي لعودة المساعدات الدولية إلى السودان.
ويعود تشكيل قوات الدعم السريع إلى عام 2013، وانبثقت عن ميليشيا الجنجويد التي اعتمد عليها الرئيس السوداني السابق عمر البشير في قمع التمرد في اقليم دارفور.