كشفت مصادر متابعة لاخبار أسواق الطاقة العالمية عن نجاح شركة بريتش بتروليوم النفطية فى الدفن بكل من موريتانيا والسنغال الى القبول فى نهاية المطاف بالعرض الذي سبق وتقدمت به قبل عام لابرام اتفاق مع فرعها التجاري BP Trading ليتولي احتكار تسويق انتاج الغاز الموريتاني السنغالي. فى الحقول المشتركة بين. البلدين.
وقد اثمر اجتماع قبل يومين فى باريس بين الشركة البريطانية ومسؤولين موريتانيين عن تحديد يوم 7 فبراير الجاري لتوقيع اتفاق منح صفقة تسويق انتاج حقول الغاز المشتركة بينهما لصالح BP Trading
وظلت السلطات الموريتانية والسنغالية تبديان منذ 2018 بعض التحفظات بشأن طريقة احتساب التسعرة فى العرض الذي قدمت شركة BP Trading وهو ما دفع عملاق النفط البريطاني الى التفاوض المباشر مع رئيسي البلدين، حيث التقي رئيس شركة بريتش بتروليوم برنار لوني بكل من الرئيس الموريتاني والرئيس السنغالي على حدة في فندق ريتز فى لندن يوم 19 يناير الجاري، حيث حثهما على الوصول الى تسوية سريعة لمسألة تسويق المنتوج الغازي واختيار الجهة المشترية وشروط الشراء قبل نهاية شهر يناير.
ومارست بريتش بتروليوم ضغوطا قوية على نواكشوط ودكار لدفعهما الى منح الصفقة لفرعها التجاري مهددة في الوقت نفسه بانه فى حالة فشل مساعي رئيس بريتش بتروليوم فى إقناع الغزواني وماكي صال بقبول تسعرة الشراء المعروضة من طرفها، فان الخيار البديل سيكون اعلان استدراج عروض لشراء الغاز المستخرج من حقول تورتي واحميميم والدخول فى مفاوضات طويلة مع الشركات النفطية العالمية حول تسعرة الغاز، وهو ما قد يشكل مخاطرة بتأجيل موعد بداية الاستخراج الفعلي للغاز والمبرمج فى 2022
وكانت شركة BP Trading (فرع من بريتش بتروليوم) قد قدمت عرضا فى 2018 لشراء كامل الكمية المنتجة من الغاز الطبيعي المسال من حقول تورتي واحميميم المشتركة بين موريتانيا والسنغال، وهو ما يناهز كمية 2.3 مليون طن للعام، ووافق تكتل الشركات المساهمة في المشروع على العرض، فيما لم تعطي موريتانيا و السنغال موافقتهما على الصفقة بسبب بعض التحفظات بشأن آلية احتساب السعر والتي لم يتم الحسم فيها حتى الان.
وبعد مرور اكثر من سنة من المفاوضات بين BP ووزراء النفط فى موريتانيا والسنغال دون الحصول على موافقتهما على الصفقة، قرر رئيس بريتش بتروليوم، برنار لوني، نقل التفاوض من الوزراء الى مستوى القادة وطرح القضية على الرئيسين غزواني وصال والضغط عليهما لإكمال الاتفاق قبل نهاية شهر يناير الجاري
بالنسبة لشركة BP فان عدم تمرير الصفقة مع نهاية يناير 2020 سيمثل مخاطرة لعدم قدرة الشركة التجارية BP Trrading على تقديم عرض بنفس الشروط والمحفزات التى عرضت فى 2018 وإطلاق مفاوضات جديدة لن يكون فى صالح الدولتين (موريتانيا والسنغال) بالنظر الى مؤشرات الهبوط فى سوق الغاز العالمي نتيجة إطلاق عدد معتبر من حقول الانتاج الجديدة فى كل من موزمبيق وقطر والولايات المتحدة الامريكية.