
يكرهون العرب و يسبونهم بسبب و بلا سبب ، و يهولون أخطاءهم و يلفقون عليهم، و عند الخويصة لا نجد إخوتنا في الدين لا أوردوغان ولا الخامنئي و لا مهاتير محمد ... و لكن نجد إخوتنا في العروبة و الإسلام في سوريا و العراق و مصر و السعودية و الإمارات و الكويت و تونس و الجزائر و المغرب و قطر و السودان و اليمن...
و جدناهم عند ما جف الضرع و انعدم الزرع في سبعينيات القرن الماضي .. و وجدناهم، مالا و عمالا، في ثماني القحط بمطلع ثمانينيات القرن كذلك، و وجدناهم عند تأميم اقتصادنا و ضرب عملتنا الوطنية المستقلة عن الدولة الكولونيالية ، و وجدناهم بفتح جامعاتهم و معاهدهم لتكوين أبنائنا في مختلف التخصصات و المعارف ... و وجدناهم يوم بلغت قلوبنا الحناجر و دارت أعيننا كالمغشي عليهم من الموت في مواجهة فرنسا و عملائها الداخليين و الخارجيين 1989 ... و ها نحن نجد العرب اليوم أيضا في دولة الإمارات، دولة زايد الخير طيب الله ثراه ، كما وجدناهم ، و نعم الأشقاء، في محن و ضائقات سابقة...
هذه هي الأخوة بالبنسبة للشعوب، فلا تخلطوها بأخوة فصيل إديولوجي أو تيار فكري أو حزب سياسي أو جماعة ضغط ..
و يحضرني أن بعض الموريتانيين ، بسبب من الخلط بين الأخوة للشعوب و الأخوة للجماعات السياسية ، استعصى عليه أن يفهم كيف تدخل النظام الوطني العراقي في ظل الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله إلى جانب موريتانيا في أزمتها مع السينغال 1989 ، في وقت كان نظام ولد الطائع يزج بالعشرات من قيادة و كوادر حزب البعث في سجونه و يسرح منهم المئات من وظائفهم و يشرد المئات في منافي إفريقيا !
و السبب في منتهى البساطة و هو أن نظام صدام حسين لم يكن يبني علاقاته مع الشعب الموريتاني تبعا لعلاقة البعثيين مع الأنظمة الحاكمة في موريتانيا ، فهذه بطبيعتها متقلبة، و إنما بنى علاقاته مع الشعب الموريتاني على مبدأ الأخوة القومية بين العراقيين و الموريتانيين ، و هذا مبدأ ثابت لا تدخل عليه عوامل تشنجات الأنظمة و انقباضات الحكام .
و هذا ما لم يدركه معاوية ولد سيدي أحمد للطايع نفسه ، الذي لجأ للعراق كآخر جهة بعد ما شرق و غرب بحثا عن معين ، فلم يجده ؛ لأنه لم يكن بتفكيره التقليدي يسطيع أن يتصور أن دولة يحكمها حزب البعث ستتدخل إيجابيا إلى جانب دولة نظامها السياسي ينكل بالبعثيين، و لكن العراق يومئذ كان يدعم الشعب و الدولة الموريتانين ، في الجوهر، و ليس نظامها السياسي، و إن كانت الظروف خدمته بذلك التدخل ...