لا شك في الأهمية الكبيرة التي يضيفها الكتاب المدرسي للعملية التربوية، فهو الدعامة الأساسية للمعلم والتلميذ.
غير أن الاستراتيجية المتعبة من قبل الجهات الرسمية لتوفير هذه الوثيقة المهمة ما تزال دون المستوي المطلوب.
إن الحديث عن أي إصلاح للتعليم خارج الطواقم التربوية هو نوع من العبث وقتل للوقت والجهد؛ فالمدرس هو حجر الزاوية في العملية التعليمية، وهو قوامها، تصلح بصلاحه، وتفسد بفساده.
لقد شهد قطاع التهذيب الوطني في آخر سنة دراسية من مأمورية رئيس الجمهورية أخطاء كبيرة، أسهمت في ترسيخ الانطباع الذي لا يزال متحكما في أذهان البعض عن غياب رؤية واضحة وعدم الجدية في تطبيق المشروع الإصلاحي لقطاع التهذيب الذي أطلقه رئيس الجمهورية، انطلاقا من الأيام التشاورية الخاصة بالتعليم وما تبعها من إجراءات؛ فبدل أن تكون السنة الدراسية معززة لمضي الحكو
إن الإصلاح ليس ثورة عبثية، ولا هو بأحلام وردية، تتجاوز الواقع والواقعية؛ إنما الإصلاح تأسيس لمشروع جدي، يقوم على أسس صلبة، وفق رؤية واضحة، ويسير بخطى ثابتة، خاصة إذا كان ذلك المشروع الإصلاحي يستهدف قطاعا محوريا، تقوم عليه نهضة الأمم، وبه تزدهر حضارتها، وتحتل مكانتها في عالم، يحاول أن يغزو المريخ، ألا وهو التعليم.
من الواضح أن ما آل إليه واقع قطاع التعليم في البلاد اليوم أصبح يحتم علينا التفكير جماعيا، بعمق وبجد، في وضع استراتيجية وطنية جامعة، نأمل منها أن تضع هذا القطاع الحيوي على السكة الصحيحة من جديد.