
يوم 19 يونيو تأخرت رحلة العودة تونس نواكشوط TU 523 لمدة نصف ساعة بسبب منع حوالي خمسة عشر راكبًا لا يرتدون أقنعة من الصعود إلى الطائرة ... عند مدخل الطائرة كنت هنالك شاهدا على ممارسات فظة حيث أبلغهم احد الركاب أننا لم نتلقى أي إشعار بخصوص هذا الشرط الذي أبلغنا به في اللحظة الأخيرة فقط: لا عند التسجيل ولا عند التفتيش الأمني ، ولا حتى عند آخر فحص قبل الصعود. كان مشهدا فظيعا ومؤلما، بكاء النساء والأطفال، و امرأة مسنة مصابة بارتفاع ضغط الدم كادت أن تفقد الوعي بينما ظل موظفوا الخطوط الجوية التونسية متصاممين عن إيجاد حلول للورطة التى ادخلوا فبها الركاب، ويعاملوننا بصلافة واحتقار .
تم طرد راكب يرتدى قناعا لأنه حاول تصوير المشهد بهاتفه الذكي. استغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتدخل شرطي ليوضح أن الأخير لديه تذكرة درجة الأعمال ويحمل بطاقة اشتراك ذهبية لإعادته إلى الطائرة. أخيرًا ، "أنقذنا" بعض الركاب الذين كانوا في الرحلة وذلك بمنحنا أقنعة.
عندما غادرت نواكشوط قبل 10 أيام ، صرخ فى وجهى أحد عمال الخطوط التونسية وهو شاب ( يمكن أن يكون فى عمرى ابنى ) لكوني "وضعت" أمتعتي المحمولة في غير مكانها. خلال الرحلة طلبت كأسًا من الماء ولكن طلبى كان عبثيا، رغم انه من نافلة القول ، أنه لم يكن من حق الركاب تناول وجبة الإفطار في الصباح قبل الهبوط ، وهي خدمة تقدمها حتى الشركات الصغيرة.
هذه ليست المرة الأولى التي يتصرف فيها عمال هذه الشركة بشكل سيء ومتعجرف مع الموريتانيين الذين يشكلون مع ذلك الجزء الأكبر من زبناء هذا الخط تونس- انواكشوط.
أثناء الرحلة ، كان لدى العديد من الركاب قصص يروونها عن المعاملة الفظة والعنجهية لموظفي الخطوط التونسية تجاه مواطنينا. زعم البعض أن هذا السلوك السيئ تجاه الموريتانيين امتد حتى إلى موظفي بعض المطاعم والفنادق والعيادات في تونس. "تونس الخضراء والمضيافة ، كما يقولون ، لم تعد كما كانت".
إنه من المطروح للتفكير بصفة جدية امام هذه الإهانات المستمرة التي عانى منها الموريتانيون في "سيارة الإسعاف" (كما يسمي بعض التونسيين سخرية الطائرة القادمة من نواكشوط) ان يكون من الأفضل البحث عن مكان آخر بديل عن هذه الإهانات المستمرة أو الموافقة على البقاء فى البلد والرضى بتغطيتنا الصحية المتواضعة ، حتى لو كانت تعني المعاناة أو الموت ولكن بشرف وكرامة.
محمدن محمد سيديا