هذا اليوم يوم عظيم في موريتانيا, ولكنه كان يوم "غطسة" كبرى وخيبة عظمى:
رغم ما شاب انتخاب الرئيس ولد الشيخ عبد الله, وأنه - باعترافه - رشحه ودعمه ضباط من القصر, فإنه كان أفضل انتخاب تشهده البلاد; فقد ساند ضباط آخرون منافسه الرئيسي(ولد داداه) واضطر هو لخوض شوط ثان كاد بخسره لولا نجدة مسعود...
ارتسمت في هذا اليوم (19/4/2007) صورة جميلة للدولة الموريتانية نظرها العالم أجمع بإعجاب وربما تعجب!
حاكم عسكري يسلم السلطة لمدني منتخب, ويخرج إلى الشارع, منهيا سنوات عجافا طويلة من حكم الانقلابات العسكرية.
ولكن لم يطل الأمل!
يتمرد بعد ذلك رئيس الحرس المكلف بحماية الرئيس المنتخب لينقلب عليه ويعتقله ويستولي على السلطة لنفسه, دون أن يكون قادرا على تأليف حجة معقولة (حجته الأولى هي إقالته شخصيا من رئاسة الحرس!).
ثم تهب النخب في البلاد; بمن فيهم زعيم المعارضة الديمقراطية لتأييد الاطاحة بالرئيس الشرعي, دون أدنى تفكير في البديل والنتائج...!!
النتائج الفورية:
- تلاشى حلم الخلاص من أدعياء الرئاسة ومغتصبيها, واستمرار الأنظمة الانقلابية الفاشلة التي دمرت مشروع الدولة.
- تعريض أمن البلاد للخطر بسبب انتهاك الشرعية والدستور والاستعداد لاستخدام القوة العسكرية في التمرد.
- تحطم الصورة الجميلة التي التقطها العالم للتحول الديمقراطي في موريتانيا, وما خلقه ذلك من رجوعها الفوري إلى خانة الدول غير المستقرة التي لا يمكن الركون إليها ولا الوثوق بمستقبلها...
وبقية النتائج معروفة يحكيها الواقع أمامكم!!
وكما تكونون يولى عليكم.
رحم الله رجل الدولة الديمقراطي وضابطها الشجاع أيام الحرب; اعل ولد محمد فال, الذي لم يصف انقلاب 2008 المشؤوم بغير "التمرد"...
ورحم الله الرئيس الطيب المحترم سيدي ولد الشيخ عبد الله الذي عوجل وظلم فآثر على نفسه وانسحب بهدوء وتسليم.
ورزق الله الدولة الموريتانية أساة يداوون عللها ويؤمنون بأولويتها... وأراحها من الفاسدين والمفسدين والأنانيين المرتزقين, ويسر لها سبل الخير والسلام والوئام والنماء...