على متن «الموريتانية»

كان أول سفر جوي أخوضُه في حياتي على متن طائرة موريتانية (تابعة لـ«الخطوط الجوية الموريتانية»)، في رحلة داخلية من نواكشوط إلى النعمة عام 1989. في ذلك اليوم الخريفي الرطب والحار، ونحن نصعد السُّلمَ إلى الطائرة، لم يمنع التزاحمُ والفوضى بعضَ الركاب من ملاحظة وجود «رقعة» على الجسم الخارجي للطائرة بدت كما لو أن صانعاً محلياً استلَّ منها للتو آخر مخرز. ورغم أن أغلبنا لا عهد له بالطائرة ويسافر جواً لأول مرة في حياته (كحالتي على الأقل)، فقد أثار ذلك المنظرُ بعضَ القلق المكتوم في نفوسنا. لكني سمعتُ بعضَ الركاب يطمئن البعضَ الآخر بالقول إن ربان الرحلة هو الطيار محمد ولد أوفى، وذلك باعتبار أن ما له من خبرة ومهارة يكفي لتعويض أي نقص في الطائرة أو للتغلب على أي خلل في أجهزتها!

أقلعنا من مطار نواكشوط ضحىً ثم هبطنا في مطار العيون دون أي مشكلة، وقضينا الوقتَ اللازم لإنزال ركاب وإركاب آخرين، ثم أقلعنا باتجاه النعمة حيث هبطنا في مطارها أيضاً دون أي مشكلة تذكر.

وبالطبع لا أحد من ركاب تلك الرحلة يمكنه أن يحدث بشيء عن نوعية الوجبات أو المشروبات التي تقدمها «الموريتانية» لركابها، ولعل هذا شأن كل رحلات الطيران الداخلية والقصيرة في العالم.

أما ثاني سفرة لي على طائرة موريتانية فكانت في عام 2013، على متن رحلة لـ«الموريتانية للطيران» بين الدار البيضاء ونواكشوط. في هذه المرة كان لي من خبرة السفر الجوي ما يسمح لي بمقارنة «الموريتانية» مع نظيراتها من الطيران التجاري الآخر. لذا فقد تضايقتُ بعض الشيء من تأخُّرها عن الموعد، كما تَضايقَ الأطفال بصحبتي من نقص النظافة فيها، خاصة الكراسي والبطانيات والمخدات، ولم تعجبهم مطلقاً وجبتُها المقدمةُ للركاب. لكني شخصياً لم أتوقف عند شيء من ذلك، ورأيتُ ضرورةَ تجاوزه من جانبنا كمواطنين موريتانيين، إلى أن تستطيع «الموريتانية للطيران» تجاوز قصورها والتغلب على تعثرها وتتمكن من اللحاق بشركات الطيران الأخرى، فتصبح أشد تنظيماً وانضباطاً ونظافةً، وأكثر أريحية في معاملة زبائنها!

خميس, 14/04/2022 - 16:25