تعاني الإدارة عندنا الكثير من الاختلالات بعضها بنيوي والبعض الآخر تنظيمي. وقد عانت الإدارة نهاية الثمانينات وبداية التسعينيات من سياسات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي عندما منعا على الدولة اكتتاب الموظفين سوى في قطاعي الصحة والتعليم وهو ما اضطر الدولة يومها لإعارة الكثير من الأساتذة والمعلمين من وزارة التهذيب لسد الفراغات في الوظيفة العمومية واكتتاب معلمين جدد وهو ما أدي إلى انهيار التعليم عندنا، ولكن تلك قصة أخرى قد نعود إليها.
كان للعسكر كذالك دور بارز في تحطيم الوظيفة العمومية عن طريق اختياراتهم العشوائية المبنية على القرابة والزبونية لتأتي "الديمقراطية" وتقضي على بقايا الإدارة عن طريق تقاسم الكعكة بين القبائل والناخبين الكبار، وهو ما أدي إلى أن كل شخص عين لقبيلة معينة يقوم بتوظيف أكبر عدد ممكن من أفراد قبيلته في وزارته أو إدارته لتبلغ أعداد الموظفين أو العمال أرقاما قياسية وبدون حاجة فعلية لخدمات أغلبيتهم.
ساهمت كذلك الشهادات المزورة في انحطاط مستوي الإدارة ليصبح من يفترض أنهم هم من يسيرون البلد لا يستطيع أحدهم كتابة ثلاث جمل مفيدة أحري أن تكون لديه رؤية وخطط للنهوض بقطاعه.
ليست هنالك إحصائية يوثق بها لكن جل الموظفين والعمال في الدولة والمؤسسات العمومية هم فقط بطالة مقنعة.
هل توجد حلول؟
١. كما قلت من قبل تشهد الإدارات تضخما في أعداد العمال دون نتيجة مرئية. في بعض الإدارات عشرات النسوة تحت المكاتب وعلى المقاعد يستهلكون الكهرباء ويعطلون عمل زميلاتهن وزملائهم ويعطون انطباعا سيئا عن عمل الإدارة، جلهم عقدويون. وسيعود فتح باب المغادرة الطوعية مع تعويض لراتب سنة أو سنتين، بكبير نفع على الجميع.
٢.تقييم جميع موظفي الدولة وحبذا من مكتب استشاري دولي وبعدها تفعيل التقييم السنوي المنصوص عليه في قانون الوظيفة العمومية. ولكن حتى تكون هنالك عدالة فكما يقوم المدير عماله كذلك العمال لهم الحق في تقييم مديرهم ولكن بطريقة سرية ترفع لرؤسائه دون المرور به.
٣.في بعض الإدارات والمؤسسات قد يمضي المدير سنوات دون أن يتعرف على أكثر من ثلاثة أشخاص أو أربعة من مرؤوسيه، ربما لكثرة العمال وعدم أهمية أكثريتهم، تفعيل اجتماعات على الأقل شهرية وإعطاء كل عامل أو موظف عملا محددا هو ما سيقوم به.
هنالك نقاط كثيرة تجنبت الكلام عنها لعدم الإطالة ولكن نقطة أخيرة قد توفر على الدولة مبالغ طائلة ستمكنها من تمويل المقترحات السابقة وهي حل جميع مجالس الإدارة في البلد والتي تنفق عليها الدولة مبالغ طائلة سنويا دون فائدة ترجي.
ماهي وظيفة مجالس الإدارة وفائدتها؟ لماذا تنفق أموال طائلة سنويا على هذه المجالس؟ بعض رؤساء مجالس الإدارة يكلف مؤسسته سنويا عدة ملايين وسكن وسيارة وكل هذا لأجل اجتماع سنوي ينام خلاله في الغالب