من تناقضات الرئيس ولد الطائع!

سافرت مع معاوية ولد سيداحمد الطائع أول مرة 1981م وهو يومها الوزير الأول في حكومة ولد هيداله، إلى بير أم اغرين حيث قام بتفقد بعض المواقع العسكرية في حامية تلك المدينة الجميلة العريقة.
في أحد خنادق مدفع ثقيل (105مم) سأل ولد الطائع النقيب قائد الحامية، وهو نفسه حاكم المقاطعة الإدارية (بير أم اغرين): أين آمر طاقم المدفع؟ 
فأخبره الحاكم أنه يعمل معه في مكتب المقاطعة المدني.
هنا استشاط ولد الطائع غضبا وقال للنقيب الحاكم: ألم تجد من بين جنود هذه الحامية الكثر غير آمر هذا السلاح الرئيسي لتوظفه بوابا عندك في مكتب المقاطعة؟! (وكانت المنطقة حديثة عهد بالحرب).
أنهى ولد الطائع جولته غاضبا، وركب طائرته العسكرية الصغيرة قافلا إلى انواكشوط مباشرة، وتركنا لطائرة عسكرية أخرى أقل شأنا تعيدنا إلى ازويرات، التي قدمنا منها معه، وكان يفترض أن يمر بها!
وأتذكر أنني بعد ذلك بسنة في انواكشوط رافقت ولد الطائع في زيارة تفقد لأحد مرافق القيادة بأركان الدرك الوطني، سمعته في نهايتها يقول لقائد الدرك (لا أتذكر إن كان المرحوم ان ولد عبد المالك؟)، كما لو كان يطمئنه عن أمر لا أعرفه: "هذا ما لاهي يصلح منو شي... ألا حد امشي الحال اتوف"!
وقد فاجأني يومها هذا التناقض بين الزيارتين التفتيشيتين!
***
موجبه ما لا حظته في قراءة مذكرات أحد وزراء الرئيس معاية ولد الطائع ـ حفظهما الله ـ من تناقض أحيانا بين الحدة والحساسية من أمور تافهة، وبين عدم المبالاة بأمور عظيمة من أمور الدولة!!

خميس, 20/01/2022 - 22:07