بدأت أجواء مدائن التراث بوادان ،و بدأ شد الرحال لتلك المدينة العريقة،التى تأسست فى القرن السادس الهجري،بل يذهب البعض إلى وجود لوادان قبل ميلاد المسيح عيسى ،عليه السلام،و هي من الناحية التاريخية و الحضارية مقنعة، و تستحق الاهتمام،حتى لا يندثر هذا التراث الانساني المعبر،و حتى لا ينسى الجميع وادان.
فعلا "وادان"،واد من العلم و آخر من التمر!،و ثمة شارع أربعين عالما و مكتبات و متاحف زاخرة بالمخطوطات و غيرها.
كل هذا سيجد الجميع فرصة للاطلاع على تفاصيله،وسط اهتمام رسمي و شعبي و اقليمي،من خلال خمسة أيام من التراث و الشتاء الآدراري العبق و الإكرام الواداني،مع زيارة ميدانية للرئيس،محمد ولد الشيخ الغزوانى.
و ابتداءً من يوم الجمعة، 10 دجنبر 2021،يبدأ هذا المهرجان،الذى حظي من خلاله وادان بتمويل 3مليارات أوقية قديمة،نرجو أن تكون فرصة لتنمية وادان،بإذن الله،لا أن تذهب سدى،دون أفعال ملموسة مقنعة.
و التاريخ المتداول لتأسيس وادان فى العهد الإسلامي،سنة 536 هجرية(1142 ميلادية) على يد الثلاثي:عثمان الأنصاري،يعقوب القرشي،علي الصنهاجي.
و ضمن الروايات الشفهية المتواترة،أن هؤلاء الصالحين الثلاثة،عثمان و علي و يعقوب،اختبروا دفن ثلاثة ألواح فى كل من مواضع، شنقيط و وادان و أطار،و بعد عودتهم من الحج،وجدوا لوح شنقيط ردمته الرمال،و لوح أطار جرفته السيول،بينما لوح وادان بقي فى مكانه،فأقاموا مدينتهم فى وادان،و قد لقب هؤلاء الثلاثة بالحاج، بعد عودتهم من رحلة الحج.
بل يذهب البعض إلى أن "وادان" تأسست على أنقاض مدينة "ترفل"، التى وجدت بزمن طويل، قبل ميلاد عيسى ابن مريم،عليه السلام،و ظلت وادان ملتقى للهجرات البشرية و القوافل التجارية،عبر الزمن،و غير بعيد من وادان،"قلب الريشات"،الذى يعتبر ظاهرة كونية،تستحق الاستكشاف.
و قد عرفت وادان بسورها ،الذى له أربعة أبواب،و كان هذا السور،حصانة لوادان من العوادى،و لذلك قيل تاريخيا، فى المثل الحساني،"شعليك يا وادان من عيطت أعكاب الليل".
و إذا كان اسم موريتانيا قبل الاستقلال،قد ارتبط بهذه المدن التاريخية،ألا ينبغى أن نحرص على أصلنا و تاريخنا،كما أن هجرات معتبرة من وادان و شنقيط،قد ساهمت فى تشكيل النسيج الاجتماعي،فى عدة ولايات من موريتانيا الحالية.
و فى مثل هذه المهرجانات التراثية،دأبت الدولة على تقديم الدعم السياسي و المادي و الإعلامي،كما تميزت جماعة "اسماسيد" بقيادة أحمد ولد سيد باب،عند انعقاد أي مهرجان من هذه المهرجانات على تقديم العون المادي اللازم و حضور وفد يمثلها،طيلة أيام المهرجان،و هو ما سيحصل بإذن الله،فى هذه المناسبة،كالمعتاد،حرصا منها على دعم جهود العناية بالتراث و الهوية الحضارية الإسلامية،التى تمثل العنوان الأول و الكامل لوطننا،فى ظل الاستقرار و التعايش الإيجابي،بإذن الله.