دعكم من موريتانيا وجدل التعريب والفرنسة; فنتائج الشعب العلمية من الثانوية العامة ومستويات الطلاب... أصدق قيلا.
ولكن دعونا ننظر إلى نتائج التعليم الفرنسي الشامل في دول إفريقيا-فرنسا, طوال ستين سنة من الاستقلال؟
هل رفعت الفرنسية المهيمنة كليا على التعليم دون منافس ولا مجادل, مستويات التقدم والتنمية والابتكار في هذه الدول إلى مستويات قريبة من مستوى الفرنسيين مثلا...؟
لماذا لا تقلع هذه العقود الطويلة من الانكباب على المناهج الفرنسية بهذه الدول, التي, مع ذلك, لا يحسن أكثر من 5% من مواطنيها الخطاب باللغة الفرنسية؟!
كثير من الدارسين في هذه الدول يقولون اليوم إن اعتماد اللغة الفرنسية ضيع عليهم وقتا طويلا وجهدا كان يمكن أن يتوصلوا بهما إلى تطوير مناهج تعليمية بلغات شعوبهم الوطنية, اتكالا على "لغة العلم والتقدم".
فيما يخص موريتانيا فالوضع مختلف تماما حيث توجد لغة علم كانت - قبل الاستعمار الفرنسي على الأقل - جامعة كافية, هي اللغة العربية.
ومع ذلك أقسمت فرنسا لتبلونا بلغتها وبمحاربة لغتنا; بل ولغاتنا كلها.
سنة 1999 أوصلنا التخبط إلى فرض الفرنسية لغة لتدريس كافة المواد العلمية التي هي العمود الفقري للمدرسة, وأهملوها كلغة إنسانية ولسان اتصال... فحدث التناقض الذي جعل التلميذ لا يستوعب الدروس بسبب جهل لغتها.
على الهامش لم تحمد لنا فرنسا هذا "التفرنس" المكمل لفرنَسَة دوائر الدولة العمومية والخصوصية. فلم تقدم للشعب العلمية المفرنسة مساعدات من الوسائل التطبيقية والمرافق والمختبرات والمراجع... الخ...!