تستمر ليلا و نهارا، من حين لآخر،دون توقف،عمليات تلصص و اغتصاب و قتل،ضد الآمنين فى أطراف العاصمة بوجه خاص، و عمقها أحيانا.
و هو واقع للأسف نعيشه باستمرار و ألم ،دون أن نتمكن من ردعه،بحسم و فعالية ملموسة!.
و لعل هذا الوضع الأمني القلق،يكفى لتأكيد فشلنا جميعا.
فمهما كانت جهود الجهات الأمنية فى مطاردة المجرمين،فالجريمة لم تتوقف،و إن تراجعت نسبيا و مؤقتا،بالنسبة لماحدث،إبان فترة قتل ولد ألمان،رحمه الله،بدم بارد،لكنها رجعت هذه الأيام، فى تفرغ زينه و فى دار البركة(تيارت) و غيرها،مشكلة تحديا راسخا ملموسا،فشلت كل الأجهزة الأمنية فى استئصاله و القضاء عليه.
و مهما حاول بعضنا إلقاء اللوم على غيره،فإن المسؤولية ستبقى مشتركة و مرهقة،و بوجه خاص، فى باب الإحساس و الاقتناع،بأننا نعيش باستمرار،داخل وطننا،خطرا جديا،على أنفسنا و ممتلكاتنا و أعراضنا.
فأين النجاح فى هذا الصدد؟!.
قد تقول الشزطة،طاردناهم و سلمناهم للقضاء،و قد يقول القضاء أودعتهم للسجون و الحدود معطلة، و لا أملك سوى العقاب بالسجن،و السجن لا يكفى،و قد تقول السلطة التنفيذية ،الحملات الدولية فى مجال حقوق الانسان و دعاوى الرحمة به،تطالب بالاستمرار فى وقف تنفيذ عقوبة الإعدام على القتلة، و لا يمكن أن نتميز بإجراءات ردعية،خارجة عن نطاق المألوف عالميا،و إلا تعرضنا لحملات و حصار و استهداف،قد يفضى بنا ،اقتصاديا و سياسيا و أمنيا،لأكثر مما نستظيع تحمله،و قد يقول البرلمان وافقت على كل مشاريع القوانين المقترحة،فى الأغلب الأعم،و إن احتجينا لدى أسر المعتدين و اللصوص،ادعوا شيوع المخدرات و فشل التعليم و تأثير الأقران!،لكن كل هذه المبررات و الأعذار، من هنا و هناك،ينبغى أن تدرس و تمحص،حتى لا يبقى الحال على حاله،لأن فقدان الأمن،يعنى فشلنا جميعا،و هو وضع غير مقبول.
فإن من أكبر و أظهر التحديات و المخاطر،التى تعانى حكومتنا و مجتمعنا فى هذا الأوان،مثل هذا التفلت الأمني، المتجدد المزمن،و الذى أعيى الجميع،و أصبح لزاما دراسة أمره،و البحث جديا و استعجاليا،عن خطة شاملة ناجعة،لتجاوز هذه الوضعية غير القابلة للتجاهل .
إننا ما دمنا نعانى مثل هذه المخاطر و الاضطرابات،فحالنا صعب و بحاجة لتعاوننا جميعا،كل من موقعه،عسى أن نظفر بالاستقرار و تأمين أحوالنا.
فالأمن أولوية و هو الرهان الأول،فى حساب كل راشد.
آلاف الأسر فى نواكشوط و نواذيبو،تعيش كابوس الخوف من اعتداءات المجرمين،و هذا وضع لا يمكن استمراره و يشكل فشلا جماعيا،إن تحملت الحكومة أغلب وزره،فهو يعنينا جميعا،و لابد من وضعه فى أولوية الاهتمامات و الخطط.