
شكرا، أيها القادة الفرنسيون، على تأكيدكم لتوقعاتنا: تخبطكم الجيوستراتيجي خلق فراغا شرع منافسوكم يسدونه في مالي بدءً بمرتزقة شركة فاگنير الروسية. وقد يتبعهم آخرون: تركيا، الصين...
وكنا قد تحدثنا عن هذا الاحتمال منذ أكثر من شهرين، مبينين أن عهد المحميات الفرنسية قد ولَّى في افريقيا.
ونضيف الآن أن تهديدات فرنسا والمانيا بسحب قواتهما العسكرية من مالي، احتجاجا على تعاقد النظام المالي مع الشركة العسكرية الروسية تؤكد من جديد أن أمن دول القارة لا يمكن ولا يجوز تفويضه لقوة خارجية. وبصورة خاصة لما تكون تلك القوى تعمل من أجل مكافحة الإرهاب بعيدا عن حدودها بطريقة تقي بلادها من الأضرار المباشرة الناجمة عن المعركة.
فعلا الغرب اتبع منذ عشرين سنة رؤية استراتيجية تقوم على ترحيل (délocalisation) محاربة الإرهاب مع ما يرجى العملية من اقتصاد، حيث تتولى الشعوب والدول المشكلة لساحات المعارك القسط الأكبر من الخسائر، تماما مثلما كانت الشركات الغربية ترحل انتاج صناعتها إلى الدول التي تتوفر فيها يد عاملة رخيصة.