هرولة المغرب لإقامة علاقة وثيقة مع الكيان الصهيوني البغيض،فى سياق تفاهمات مع آمريكا من أجل دعم سيطرة المغرب على الصحراء الغربية،و فى المقابل تجاهل الجزائر لمصلحة الشعبين الشقيقين، فى ضرورة الترابط الوثيق بعلاقة رسمية،حيث بادرت الجزائر بقطع علاقاتها مع المغرب،كل هذا الجو لا يخدم العلاقات الثنائية و الأخوية و الاقليمية،و قد يدفع للمزيد من التوتر،غير المرغوب إطلاقا فى منطقتنا.
إن هذه الأزمة العميقة المؤلمة فى العلاقة بين الدولتين الشقيقتين،يستدعى تحرك موريتانيا و كل الدول العربية و الإسلامية، لإصلاح ذات البين،بإذن الله.
فمهما كان وقع الخلاف، حول الصحراء الغربية أو غيرها،فينبغى حفظ الصلة الرسمية،و محاولة حلحلة المشاكل و التوترات،عبر الطرق السلمية و الإيجابية،و ليس المبادرة لقطع حبل الود، بين دولتين جارتين و شعبين شقيقين!.
و مهما كانت دعاية أطراف فى الجزائر أو المغرب،لصالح هذا التوتر و التدابر،فإن الصلات التاريخية القدرية العميقة،التى يفرضها أكثر من عامل، اجتماعي و جغرافي و ديني و تاريخي سحيق،لصالح الترابط الحتمي بين الأشقاء الجزائريين و المغاربة،ستظل أقوى و أوثق من كل تصعيد و من كل خلاف سياسي عابر،بإذن الله،مهما طال وقت الخلاف أو قصر.
و من المعروف أن الجو الرسمي بين الجزائر و المغرب، لم يصفو منذو نشوب الخلاف حول الصحراء الغربية، بوجه خاص،و لكن إعلان وزير الخارجية الجزائري لعمامره، أمس الثلثاء 24/8/2021،رسميا،عن قطع العلاقات مع الجزائر،شكل خطوة صعبة و مقلقلة على مستقبل العلاقات البينية، على مستوى المغرب العربي و المنطقة.
و لم يرد فى التصريح الذى أدلى به الوزير الجزائري أي تفصيل، لسبب قطع العلاقة،سوى القول،بأن الجزائر ترفض الخضوع للأمر الواقع و السياسات أحادية الجانب،الخطيرة على المنطقة،و فى المقابل أبدى المغرب أسفه من الخطوة الجزائرية و عبر عن عزمه على الحفاظ على العلاقة الوثيقة مع الشعب الجزائري.
و من المعروف أن العلاقات بين البلدين الجارين، كانت فى حالة موت سريري، منذو سنين،إلى أن جاء القرار الجزائري بقطعها،لكن هذا القرار لا يخدم مجمل الجو العربي و الإقليمي،و يعتبر ربما رصاصة الرحمة و الترحم،على مشروع المغرب العربي،الذى ظل يترنح إلى أن سقط أخيرا ،للأسف البالغ.
و فى المحصلة لا أستبعد أن تكون القضية الصحراوية،هي المعضلة الرئيسية، التى مزقت بقوة نسيج الثقة بين الدولتين،و هي قضية تستحق النظر و البحث، من أجل حلول وسطية توافقية،عسى أن يكون تجاوزها يوما ،فرصة تاريخية، لرجوع المياه إلى مجاريها، بين الجزائر و المغرب،و إعادة إحياء مشروع المغرب العربي ، بإذن الله.
و لعلنا جميعا تابعنا مستوى الدهشة و الأسف،الذى أبداه الموريتانون، عندما أعلن عن هذا الخبر المزعج بامتياز،نظرا لمدى حرصهم على توثيق الصلة بين الجيران و الإخوة،و ليس الإجهاز عليها و قطعها بدم بارد.