تدوينة اليوم

أفغانستان المقبرة التاريخية للإمبراطوريات الغازية، توقظ أزمات إقليمية كبرى.. و تفجر صداعا جيوسياسيا عالميا لا أحد يمكن له أن يتصور حدوده.. 
يتوقع جوزيف بوريل، مفوض السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي، بأن الإنفجارات القادمة -ربما على الطريقة الأفغانية- ستكون في العراق وفي الساحل الإفريقي.. وهو يعتقد - في وقت صرح فيه  الحليف الأميركي بأنه لم يعد يريد خوض حروب الآخرين - "بأنه لا بديل عن الأوروبيين، الذين ينصحهم بوريل  بأن  ينظموا أنفسهم لمواجهة العالم كما هو وليس كما يحلمون به". 

ومن أجل حل عملي يقترح بوريل  تزويد الإتحاد الأوروبي بقوة تدخل أولى -قوامها 50 ألف جندي- قادرة على العمل في ظروف مثل تلك الموجودة في أفغانستان". و يبدو بأن مناقشة هذا المقترح تجري حاليا بين وزراء الدفاع في الإتحاد الأوروبي.

فهل يقف العالم حاليا -بفعل ارتدادات الزلزال الجيوستراتيجي في افغانستان- على أعتاب حقبة جيوسياسية جديدة؟ لكن ما مدى واقعية مشروع "التدخلية العسكرية" الأوروبية ؟ وما هي فرصه ومحاذيره؟ هل يمكن أن نتوقع  مرورا سلسا لمشروع التدخل العسكري الأوروبي بين دول الإتحاد التي كانت إلى وقت قريب -بعد أن داهمتها جائحة كوفيد 19 - تتصارع على الكمامات و أجهزة التنفس وعلى جرعات اللقاح؟
 هل سيكون التدخل العسكري الأوروبي استعمارا جديدا بنكهة القانون الدولي الإنساني؟ أم سيكون انبعاثا للإمبريالية من سباتها العميق؟

أحد, 22/08/2021 - 20:38