حكومة الوزير الواحد!!

تضم الحكومه المويتانيه الجديده ما يقرب من ثلاثين حقيبه وزارية، ومن اللافت ان وزارة الصحه ووزيرها الجديد باتا المادة لحديث المجالس العامه والخاصه، فضلا عن الصحافه وفضاء التدوين علي وسائل التواصل الاجتماعي. حيث لا شيء يجذب الناس ويشد إنتباههم مثل تتبعهم لأي طارئ في حملات الوزير وتصريحاته، وخططه لإصلاح ما أفسدته الايام من قطاعه، بدءا بمصادرة الادويه المزوره وحرقها وإتلافها، الي تنظيم القطاع الصيدلي...الخ.
ولعل غياب أي ذكر لبقية وزارات الحكومه وقطاعاتها المختلفه، وتخلفها عن عملية الاصلاح "اليتيمة" التي تخوضها وزارة الصحه ووزيرها الشجاع طرح سؤالا جوهريا علي المتابعين لشأن الحكومه الجديده، وهو أين بقية تلك القطاعات وهل حقا أن بقية الوزارات لاتعاني من فساد ولاتحتاج الي إصلاح يقيم فساد ما أفسده المفسدون في قطاعاتها المهترئة.؟! 
فمثلا أين القطاع التعليم من الاصلاح ولماذا لايخوض هذا قطاع الحيوي معركة مشابهة لماتقوم به وزارة الصحه، وهو من هو في التربع علي عرش الفساد حتي لم يعد بوسعه أن يستقيم واقفا علي رجليه من هول ما أصابه من إعياء الفساد لقطاعه الميت سريريا .؟ 
ثم أين الاصلاح في الداخليه وكر الفساد الأصيل الذي تسبب فساده في زهق ارواح الامنين داخل البيوت وفي الشوارع وسلبت منهم ممتلكاتهم ونهبت متاجرهم وبنوكهم في رابعة النهار بسبب غياب الأمن وفساد الاجهزه القائمه عليه والمسؤولة عنه.؟ 
أين الزراعه وشعارها العتيق المسمي "الاكتفاء الذاتي" لأقل من أربعة ملايين من البشر هو تعداد سكان بلادنا العزيزة علينا، ذلك الشعار "المتنقل" من نظام الي نظام ومن حكومة الي أخري، تبدد الميزانيات الطائله من أموال الشعب بإسمه، وحينما يحل وقت الحصاد تتوجه الأنظار الي المعابر الحدودية المجاورة ليتم تموين السوق المحليه مما تجود به، هذا اذا لم تكن المنافذ مغلقة ساعتها، مؤذنة بحرمان المواطنين من حبة، "الكاروت أو تمات".. في بلد أرضه خصبه وشاسعه ويمكن أن تشكل سلة غذاء للمنطقه بأسرها أحري لسكان البلد نفسه. 
أين حملات الاصلاح في قطاعات: الصيد البحري، والصناعه والمعادن والطاقة والسياحه والاقتصاد
والتجارة والثروة الحيوانيه.. ووو..
الموكد أن تلك الوزارات وقطاعاتها تنازع الصحه في الأولوية والحاجه الماسه الي إصلاح شامل وحقيقي، لو وجدت "مصلحين" جادين يقومون علي شأنها أو حتي يخجلون من أنفسهم ومما يقوم به وزير الصحه الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بصولاته وجولاته في قطاعه. 
ولعل أصدق تعبير عن حكومته اليوم أنها حكومة الوزير الواحد  "الفاعل" حتي الان علي الأقل. 

الحسين ولد النقره
[email protected]

خميس, 14/11/2019 - 17:45