مع مرور الوقت تتراجع هيبة الدولة فى نفوس حتى من يسيرها،مفضلا مثلا أن ينتسب لقبيلته ،بدل وظيفة حاكم أو عمدة،لانه يشعر بأن تلك الأطر التقليدية،التى كادت يوما أن تمحى أضحت أكثر حضورا و تأثيرا من الألقاب الحكومية و الوظائف الإدارية الرسمية.و نجح بعض الجنرالات فى بناء ثروتهم و منزلتهم الشخصية،أكثر من نجاحهم أحيانا فى تعزيز هيبة مؤسسات الدولة!.
و تساقطت تباعا مؤسسات فاعلة فى الاقتصاد الوطنى، على غرار سونمكس التى أغلقت أبوابها و أسلمت الروح لبارئها، و اسنيم التى تتداعى للأسف ،من حين لآخر لساحة السقوط !.
و فى هذا الجو أضحى النظام القائم على وشك التحول لنظام عصابة متجانسة المصالح ،بدل أن يكون نظام دولة واسعة المطعن و الخطة و الطموح،و رغم ذلك لا يمانع الموريتانيون فى أغلبهم فى التعامل مع الوضع السياسي الرسمي القائم،عسى أن يرمم و يظل أملا فى العلاج و الإصلاح،لكن نذر تأثير ولد عبد العزيز و حضوره فى بعض الصور، المؤثرة فى حصار استقلالية الرئيس الجديد،يقلل من آمال التغيير و التجديد،و يبقى الخوف قائما من تكريس نفس المعطيات القديمة المتجددة !.
إننا بحاجة لتقوية أركان دولتنا و تعزيز هيبتها،فاستغلال الثروات الغازية الكبيرة،فى حضن دولة ضعيفة و بجوار دولة شبه منهارة و سكانها غير قليلين،قد يهددنا فى وقت قريب بهجرات استنزافية،قد تخل باستقرارنا أو توازننا الديمغرافي.
و لعل جميع الجهات الرسمية و الشعبية،مدعوة على السواء، لتفهم المخاطر و تجنب تعميق الجراح و الأزمات،عسى أن نقف يوما من كبوتنا.