لا شك أن المتتبع للساحة السياسية والمتأمل لبيان المعارضة الديمقراطية الذي صدر حديثا سيدرك حجم غياب المعارضة عن المشهد أو تغييبها لنفسها مع سبق الاصرار والترصد، إذ كيف تطالب المعارضة بالانفتاح والحوار، وهي التي شُرعت أمامها الأبواب وفتحت لها السبل من أجل الاطلاع على وجهة نظرها من مختلف القضايا الوطنية، وتم الاستماع إلى زعماءها أكثر من مرة من طرف فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني وكانت تصريحات كل من خرج من عنده من زعماء المعارضة توحي بكثير من التفاؤل وتمنح من الأمل في أفق سياسي مختلف أكثر توحي باستمرار نهج الاستهداف والاقصاء والعنف اللفظي والسياسي الذي كان زعماء المعارضة عرضة له خلال عشرية خلت . فإذا لم يكن هذا هو الانفتاح السياسي فعن أي مظهر له تبحث المعارضة.؟؟ سؤال يحتاج جوابا.
أما مطالبة المعارضة بمجابهة الفساد ومتابعة المفسدين فذلك ما حصل منه شيء لا يستهان به والذي تم على ضوء تقرير للجنة التحقيق البرلمانية أحيل إلى القضاء، والذي بدوره استلم فيه مقاليد الأمور ولا يزال ملف متابعة أولئك الفاسدين في أولى مراحل التحقيق القضائي.
لا يعقل ان تتوقع "المعارضة" من النظام الحالي أن يقوم بعمليات استهداف لكل من تحوم حوله شبهة فساد سعيا لإثبات جديته في محاربة الفساد.. فاستراتيجية هذا النظام في هذا المضمار واضحة جلية إذ تقوم على محاصرة الفاسدين بالأدلة والوثائق والقرائن مما يجعل المتهم مدركا لوضعه بحيث لا يمكنه الإفلات من التهم،وفي نفس الوقت تنتفي تهمة الاستهداف أو تصفية الحسابات السياسية في مثل هذه الحالات. .. وذلك ما يعزز الثقة في الاجراءات ويجعل من الواضح الجلي أن الحكومة تسعى إلى ترسيخ العدل دون وهن في الأساليب أو ضعف في الوسائل.
إن تبني قواعد الحكم الرشيد إرادة سياسية جلية عند فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني حيث تجلى ذلك من خلال البحث عن آلية ناجعة لتجاوز حالة الخلل التي كانت قائمة في نماذج التنمية التي لا يجد فيها المجتمع الفرصة المناسبة للتعبير عن رأيه ومواقفه في المشاريع التنموية التي تهدف إلى تحسين مستواه المعيشي، كما ظهرت آلية البحث عن حكم رشيد عبر تدبير حكيم للموارد بهدف تحقيق التوازن في شتى الميادين.. وذلك ما تجلى في ما قامت به وكالة تآزر. ثم برنامج أولوياتي الموسع الذي انطلق وكانت آثاره الإيجابية جلية على الصعيدين الاقتصادي والتنموي في البلد.
الوضع السياسي عندنا مطمئن جدا لمن راقب المشهد ، والوضع الاقتصادي مبشر لمن دقق النظر، حيث علمت الإدارة الحالية البلد على البحث عن حلول جذرية وسريعة لكل المشاكل التي يعانيها البلد عبر تجسيد ما ينفع الناس ويمكث في الأرض.. لكن من غير تراخي يورث الحيرة عند المتأمل.. ولا تسرع قد يجلب الحسرة للمتبصر.