آدجي صار وشكايتها ضد أوسمان سونكو؛ المراهقة ذات العشرين ربيعا التي أرهقت جمهورية بكاملها فتسببت شكايتها ومحاولة أخذ حقها لها من المدعى عليه في أحداث توشك أن تتواصل؛ وبشكل مباشر وغير مباشر مات أشخاص وجرح واعتقل آخرون وضاعت أموال.
صاغت الآنسة صار شكايتها من النائب البرلماني بداية شهر فبراير 2021 ثم استمر مسلسل الأخذ والرد حتى تم رفع الحصانة البرلمانية عن الرجل. ومنذ يومين والمدعى عليه في طريقه إلى قاضي التحقيق في الديوان الثامن الذي استقال قبيل وصوله إليه ليستجلبه كبير قضاة المحكمة فيستمع إليه ثم يعيده إلى الدرك على أمل أن يتم إحضاره يوم الإثنين القادم.
تم الاستماع قبل أيام للمدعية على مدار خمس ساعات. وكررت ما أوردت في شكايتها المصاغة بلغة متخصصة. بل وفي تفاصيل الاستنطاق وردت على لسانها قرائن ومواصفات للاستئناس تصف فيها ما تعلم من خصمها مما قد يليق بالقضاة فقط سماعه.
وذكرت أن مادار معها تكرر وأنها لم تعد تحتمل السكوت بل صارت تكره جسدها.
حتى الآن لم يتسرب شيء من ردود المدعى عليه وهو مفتش ضرائب دخل السياسة عنوة فصار أيقونة لشباب ملوا التداول بين الكهول في ديمقراطية لم ترق بعد إلى تنمية.
لكن الشارع السنغالي يغلي منذ أيام؛ حتى صارت شكاية المرأة الشابة عنوانا لفجيعة دولة؛ فلا قيمة الرجل كزعيم عامة نال ثقة ستمائة الف إنسان في رئاسيات 2019 تجعله فوق القانون. ولا المرأة المشتكية هي الوحيدة التي تقدمت بشكوى مماثلة في هذا البلد الذي يكره قضاته الجناة على النساء ويعشق محاموه مجرد إثارة الجنايات عليهن.
وبين أوسمان وآدچي تتداخل الرجولة والذكورية والنسوية والأنوثة والسياسة والأمن والثورة والحجر الصحي وحظر التجوال وحرية الإعلام والأخلاق والتجميل والتدليك ليظهر بلد وديع جميل على فوهة بركان بشري فوّار.