
فاز رجل الأعمال المغربي يوسف أحيزون مؤخرًا بعقد رئيسي بقيمة 7 مليارات أوقية سنويًا، قابلة للتجديد لمدة 10 سنوات، لجمع ومعالجة النفايات في العاصمة الموريتانية، نواكشوط.
بعد أخذ ورد لعدة أسابيع تم اخيرا منح صفقة جمع ونقل ومعالجة النفايات الصلبة بمدينة نواكشوط لشركة أرما القابضة، وهي مجموعة مغربية متخصصة في إدارة النفايات.
يتميز هذا العقد بأهمية كبيرة: بقيمة 7.06 مليار أوقية سنويًا، لفترة أولية مدتها 10 سنوات قابلة للتجديد. ويغطي كامل منطقة نواكشوط الحضرية، التي تواجه تحديات هيكلية في إدارة النفايات.
منافسة شرسة
لم تكن عملية ترسية الصفقة سهلة. فقد عُلقت عد ان فازت بها شركة SOS NDD المغربية في البداية، ثلاث مرات من قبل سلطة تنظيم الصفقات العمومية بعد الطعن من طرف شركة تابعة لرجل الأعمال الموريتاني زين العابدين ولد الشيخ احمد.
خلال الجولة الرابعة، وقع الاختيار في النهاية على شركة أرما القابضة، حيث وافقت سلطة التنظيم في أوائل يونيو 2025. كان هذا انتصارًا كبيرًا للمجموعة، إذ يُعد هذا العقد نموذجًا إقليميًا رائدًا في قطاع تنافسي للغاية.
يوسف أحيزون، وريث تحول إلى رائد أعمال
على رأس شركة أرما القابضة: يوسف أحيزون، 38 عامًا. نجل الرئيس السابق لشركة اتصالات المغرب، عبد السلام أحيزون، اختار يوسف شق طريقه الخاص في عالم الخدمات الحضرية.
بعد دراسته في باريس، بدأ مسيرته المهنية في شركة ديريشبورغ الفرنسية، المتخصصة في تنظيف المدن. في عام 2014، شارك في إنشاء فرع المجموعة في المغرب. في عام 2019، تولى إدارة الشركة بالكامل وأسس شركة أرما القابضة.
تُدار المجموعة حاليًا من قِبل عائلة أحيزون (يوسف وشقيقتيه زينب وياسمين) وشريكه علاء الدين بن طيب. تحت قيادتهم، رسّخت أرما مكانتها كلاعب رئيسي في هذا القطاع بالمغرب: حيث تتواجد في 19 مدينة، وأكثر من 7000 موظف، وتنويع أنشطتها ليشمل الإنارة العامة وإعادة التدوير.
طموح إقليمي قوي
تعد صفقة نواكشوط جزءًا من استراتيجية توسع إقليمي. حيث تُطوّر أرما أيضًا مشاريع في كوت ديفوار (مصنع إعادة تدوير في أبيدجان) والسنغال، وتطمح إلى أن تصبح مزوّد خدمات حضرية رائدًا في أفريقيا الناطقة بالفرنسية. يُجسّد يوسف أحيزون، المُصنّف في المرتبة 12 في قائمة "شويزول 100 أفريقيا"، وهو تصنيف يُكرّم سنويًا أكثر من 100 رائد أعمال شاب تأثيرًا في القارة، هذا الجيل الجديد من قادة المدن الأفارقة. بصفتهم رواد أعمال ومديرين صناعيين مخضرمين، يهدف هؤلاء القادة إلى دعم تحوّل المدن الأفريقية من خلال دمج معايير خدمة أعلى وحلول مبتكرة. ويمنحه عقد نواكشوط فرصة جديدة لتجسيد هذه الرؤية على أرض الواقع.
التحدي في نواكشوط مُلِحّ: تحديث نظام التحصيل، ونشر أسطول جديد، وتوفير خدمة مستمرة وموثوقة في مدينة تُعلّق عليها آمال كبيرة. بالنسبة ليوسف أحيزون، يُمثّل هذا العقد ترسيخًا لمكانة أرما الأفريقية، واختبارًا شاملًا في سوق استراتيجية.