
بعد أن انجلت سحابة التوتر، وبدأ أنصار النائب بيرام الداه اعبيد يدركون سوء تقديرهم لعواقب الخطاب المتشنج والأفعال غير المحسوبة، اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن الدولة ليست ضعيفة ولا غائبة، بل هي قوية بعدلها ترفض الانتقام والتشفي، لكنها في الوقت نفسه لا تفرّط في هيبتها.
اليوم، يُنتظر من النائب – بصفته نائباً في البرلمان ومرشحاً سابقاً للرئاسة – أن يُعيد قراءة المشهد بواقعية، وأن يعيد النظر في خطابه السياسي والحقوقي، لينتقل من منطق المواجهة والقطيعة إلى منطق الشراكة والتلاقي.
فالقضية العادلة للحراطين، لا يمكن أن تجد طريقها إلى الإنصاف الكامل ما لم تُطرح ضمن مشروع وطني جامع، يتجاوز الانتماءات الضيقة، ويبحث عن الحلول في فضاء الدولة لا خارجها.
لا النضال الحقوقي ولا الحراك السياسي يُكتب لهما النجاح إذا ظلا أسرى خطاب الأزمة. أما المظلومية – أياً كان صاحبها – فلا تُعالج بالمواجهة، بل تُحل بالشراكة على أرضية وطنية، تؤمن بالتعايش وتبني المستقبل للجميع.
فهل يلتقط النائب بيرام هذه اللحظة الفارقة؟
هل يستجيب لنداء اليد الممدودة والقلب المفتوح الذي عبّر عنه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في دعوته للحوار الوطني؟
أم يُفوّت مرة أخرى فرصة أن يكون رجل التهدئة والمصالحة... لا عنواناً جديداً للاحتقان؟