
تابعت المقابلة المهمة التي أجراها الضابط أحمد ولد امبارك ولد الامام أحد قادة من أطلقوا على أنفسهم فرسان التغيير والتي تناول فيها جوانب مهمة من تلك المحاولات الانقلابية التي وإن كانت باءت بالفشل حينها إلا أنها كانت البداية الحقيقية لسقوط نظام الرئيس السابق معاوية ولد سيد احمد الطائع.
كانت المقابلة متماسكة واتسمت بسرد محكم ومركز وغني. وحملت معلومات مهمة وتفاصيل جديرة بالمعرفة حول طبيعة وخلفية العمليات الانقلابية وقادتها وظروف تشكلها ومسار تنقلها عبر عواصم عديدة.
ولقد اخترت أن اسجل بعض الملاحظات حول بعض الأمور التي تم تناولتها المقابلة واعتبر ان الخوض فيها كان ينبغي أن يتم بحذر وتحفظ شديد
▪تقييم الضابط أحمد ولد امبارك الامام دور المخابرات العسكرية وحديثه بصراحة عن ضعف المخابرات الموريتانية و قوله "أن الانقلاب العسكري تكفيه وحدة عسكرية ولا يتطلب شيئا". واستخدامه مرات عديدة جملة "ضعف المخابرات الموريتانية" وعدم تمكنها من اكتشاف أي محاولة انقلابية وأنها مخترقة.
▪ إفشاءه معلومات عسكرية تتعلق بالكشف ان هناك ضباطا في الجيش كانوا عملاء لمخابرات أجنبية وأنهم استخدموا السلاح ضد الدولة وأنهم من مكون معين.
▪الحديث عن أحداث 1989 واستدعاء بعض المشاهد والصور المؤلمة التي ظهرت فيها.
وهنا اعتقد انه من الضروري
• وضع ضوابط ومحاذير عند حديث ضباط الجيش والمخابرات العامة والذين سبق أن تولوا مناصب حساسة في الدولة ووضع رقابة عسكرية صارمة لضبط مثل هذه التصريحات وضرورة مرورها وتصفيتها عبر أجهزة أمنية خاصة حتى لا تؤثر على صورة الدولة وقوة مؤسساتها والمخابرات العامة من أهم أجهزة الدولة وأكثرها حضورا في الأمن القومي للبلد لذلك فإن الحديث عنها يجب أن يتم بحذر شديد.
• لا ينبغي أن يتم إفشاء أسرار الدولة خصوصا عندما يتعلق الأمر بضباط في الجيش واتهام عناصر مكون من مكونات الدولة بالعمالة أمر خطير يعزز الانقسام ويدفع إلى مزيد من التشرذم والتفكك المجتمعي في الوقت الذي نجح النظام في تفكيك الكثير من عناصر التأزيم والصدام المجتمعي وينتقل بالبلد شيئا فشيئا الى رحاب الوئام والانسجام الاجتماعي.
• لا ينبغي ان يتحدث ضابط عسكري من وحدة الاستخبارات الوطنية عن أحداث مؤلمة أودت بحياة الكثير من ابناء البلد بتلك الطريقة وعرضت أمن الدولة وتماسك مجتمعها ووحدة أراضيها لأقوى هزة منذ استقلال الدولة الموريتانية بتلك الدرجة من العفوية وعدم التحفظ.