
أقلام - يعتبر نزاع الصحراء الغربية واحدا من أكثر النزاعات تعقيداً وطولاً في العالم، إذ تعود جذوره إلى نهاية فبراير 1976، حين أعلنت إسبانيا رحيل آخر جنودها عن المنطقة. وفي اليوم التالي، 27 فبراير، شرعت جبهة البوليساريو في إعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
بعد انسحاب الإسبان، أصبحت المنطقة موزعة بين ثلاثت دول لها مصالح متباينة. من جهة، تقاسم المغاربة والموريتانيون الصحراء الغربية نتيجةً لاتفاقية مدريد مع الاسبان، ومن جهة أخرى، أعلنت جبهة البوليساريو عن تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية. ويُعتبر الصحراويون السكان الأصليين للمنطقة، ويؤمنون أن هذه الأراضي، التي تركها الإسبان، يجب أن تعود إليهم بشكل كامل، ويرون أن ليس للمغاربة او الموريتانيين حقاً فيها. في هذا السياق، تُدعم الجزائر الصحراويين، جميع هذه الدول الثلاثة لها حدود مشتركة مع الصحراء الغربية، مما يجعل الثروات المعدنية الكبيرة في المنطقة تلعب دورًا في معايير المصالح المتعددة.
شكل الانسحاب الإسباني والغزو المغربي للمنطقة وإعلان الاستقلال بداية حرب طويلة بين المغرب وموريتانيا وجبهة البوليساريو، أسفرت عن مقتل آلاف الأشخاص وتشريد العديد من السكان. لينتهي النزاع مع موريتانيا في عام 1979، إذ اعتبر الحاكم العسكري الجديد، المصطفى ولد محمد السالك، أن الحرب في الصحراء الغربية تقود موريتانيا إلى الكارثة.
استمر المغرب في احتلاله للصحراء الغربية، وبحلول الثمانينات، تفاقمت الأوضاع بعد بناء الجيش المغربي لسلسلة من الجدران الدفاعية. في عام 1991، قرر الطرفان التوصل إلى وقف إطلاق النار، على أن يبدأ التحضير لاستفتاء لتقرير مصير الصحراويين بعد أربعة أشهر من الاتفاق وتسوية النزاع في ثلاثة سنوات.
رغم هذا الاتفاق، لم يُحل النزاع بعد، حيث لم تتمكن الأمم المتحدة من تنظيم الاستفتاء على الرغم من مطالب جبهة البوليساريو المتكررة. ومنذ ذلك الحين، تسيطر جبهة البوليساريو على 20% فقط من أراضيها، بينما اقترح المغرب منذ عام 2007 خطة للحكم الذاتي تحت سيادته.
في المطلق، تظل أزمة الصحراء الغربية صراعًا معقدًا يتطلب جهودًا أكبر للوصول إلى حل دائم يلبي تطلعات كل الأطراف المعنية.