![](https://aqlame.com/sites/default/files/styles/large/public/IMG_2460_1.jpeg?itok=ThrwnNGR)
لا أكاد أصدق ولا أريد أن أصدق ما تفوه به الرئيس الامريكي دونالد ترامب في البيت الابيض مساء الثلاثاء 4 فبراير الجاري في مؤتمره الصحفي مع بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني, الرجل كان متجهما طوال الوقت في حين كست الابتسامة وجه نتنياهو اغلب الوقت وهو الذي لم يبتسم قط منذ السابع من اكتوبر 2023.
خلال فترة رئاسته الثانية والتي لم تتجاوز ايام معدودة أطلق ترامب تصريحات نارية حول رغبته في ضم كندا واحتلال غرينلاند والسيطرة على بنما ومعاقبة المكسيك وفرض عقوبات على جنوب افريقيا وايران وعرج على دول في اوروبا والصين ولم تسلم من شره منظمات دولية وهيئات عالمية الى ان وصل الى المؤتمر الصحفي الذي هذى فيه بأخر تقلعياته بأنه سيتسلم قطاع غزة من الكيان الصهيوني وسيتملكه و"سيطوره وسيبني فيه اكبر مشروع عقاري على وجه الارض وسيجعله ريفيرا الشرق الاوسط" كما قال في تصريح لاحق الخميس 6 فبراير.
تصريحات ترامب العبثية حول قطاع غزة تعكس امور خمسة, اولها انه لا يصلح كرئيس دولة من دول الموز (مع شديد الاحترام لهذه الدول) ناهيك عن دولة عظمى بحجم الولايات المتحدة يفترض ان تكون راعية للقانون الدولي, والثاني افتقاره للمهنية سياسياً والثالث جهله الساطع بالواقع الجيواستراتيجي العالمي وخصوصاً في الشرق الاوسط, والرابع هو الاكثر وضوحاً تجرده من الاخلاق وكافة المبادئ الانسانية والقيم, والأخير والذي لا يقل وضوحاً عما سبقه وهو الجشع والطمع وحب المال الى حد لا يمكن تخيلهوبما يفوق بمراحل ما قاله شكسبير عن شايلوك في رائعته تاجر البندقية.
تدرج ترامب بتصريحاته حول قطاع غزة بوتيرة سريعة جداً فالرجل بدأ عهده غير الزاهر قبل اسبوعين تقريباً بضرورة اعادة اعمار القطاع لانه اصبح لا يصلح للحياة نتيجة حجم الدمار الهائل, ثم قال علينا ازالة الركام والدمار في قطاع غزة ومن الشروع في اعادة الاعمار عبر لجنة دولية, ثم تطور الامر الى ان قال ان تركيز هذا الكم الكبير من اهل القطاع في الشمال سيعيق عمليات اعادة الاعمار وحرصاً على سلامتهم عليهم الابتعاد لتسهيل عمليات اعادة الاعمار, ثم قال سيكون من الافضل لسكان شمال القطاع اعادة توطينهم في مناطق اخرى, ثم قال على كلا من مصر والاردن استقبال بعض السكان من قطاع غزة مؤقتاً, ثم قال ربما لمدة اطول, ثم قال فعلنا الكثير من اجلهما (مصر والاردن) وعليهما استقبال مليون ونصف من اهل قطاع غزة لمدة مؤقتة وربما دائماً, ثم قال عليهما تخصيص اراضي لكل اهل غزة ليتوطنوا فيها والا فعليهما ان يقترحا ما البديل وكأنهما هما من يحتلا الاراضي الفلسطينية وهما دمرا غزة عن بكرة ابيها وخلقا هذه المشكلة المروعة هناك, والملفت انه لم يوجه كلمة لوم واحدة للكيان الصهيوني على تدميره قطاع غزة عن بكرة ابيه وقتله عشرات الالاف وجرحه مئات الالاف من اطفاله ونساءه وشيوخه, بالفعل الرجل اظهر وجهه القبيح.
ورداً على موقف البلدين الرافض بشده لشطحاته قال ترامب “بأننا فعلناالكثير للاردن ومصر وعليهم ان يقبلا وسيقبلا" اي ان عليهما الانصياع الىإملاءاته, وكأنه على الاغلب يشير الى الالتزام الامريكي بتقديم دعم ماليللدولتين, على ما يبدو ان ترامب لا يعرف ان الدعم السنوي التي تتلقاه كلا من مصر والاردن من الولايات المتحدة ليس هبة او تبرعات او مساعدات خيرية وإنما هو استحقاق قانوني بموجب إتفاق دولي ملزم للجانب الامريكي بتقديم دعم سنوي دائم متفق عليه للبلدين بهدف مساعدتهما في تأسيس وصيانة البنية التحتية اللازمة لتطبيق اتفاقيتي كامب ديفيد بين مصر والكيان الصهيوني المحتل ووادي عربة بين الاردن والكيان وايضاً لتوفير وضمان استمرار توفير الاجواء والظروف الملائمة فنياً وسياسياً واقتصادياً لتطبيق الاتفاقيتين المذكورتين والتي الولايات المتحدة طرف في كليهما, ومن الناحية القانونية فإن هذين الاتفاقين ملزمان لكل اطرافهما وان الإخلال باي بند من بنود مثل هذه الاتفاقيات الدولية يعرضها للإلغاء...نقطة وأول السطر.....!!!!!
ما قاله ترامب يعكس حقيقة فهمه للقضية الفلسطينية وقطاع غزة خصوصاً, (الطبع غلب التطبع), فهو رجل اعمال متخصص في تطوير الاراضي والعقارات والاتجار بها, وها هو يريد امتلاك قطاع غزة بالمجان وتطويره وبناء أبراج على ساحل البحر المتوسط وفنادق فاخرة للقمار والدعارة وهي المهنة التي ورثها عن والده فريد الذي هو ابن لمهاجرين وصلا الى الولايات المتحدة بداية القرن الماضي من المانيا.
كذلك عين ترامب وعصابته على حقول الغاز المكتشفة بكميات هائلة في المياه الاقليمية للقطاع, يعني الرجل يريد الاستيلاء على اراض غزة وبحرها وشواطئها وغازها واجواءها وكل ثرواتها ويمتلكها هو وعائلته وصديقه وزميل مهنته ومبعوثه الى المنطقة ستيف ويتكوف وكذلك زوج ابنته سيئ الذكر كوشنر والذي كان هو الاخر قد اشار الى هذا المشروع سابقاً, ووفقاً لبعض التحليلات ان ذلك يشي بان تصريحات ترامب الاستعمارية ليست وليدة اللحظة وليست ناتجة عن مجريات الحرب الصهيوامريكية على غزة, وانما هي تنفيذ لخطة مرسومة سلفاً للقطاع, والسابع من اكتوبر وما بعده مجرد حجة يتم استغلاها لتنفيذ هذه الخطة, وهذا ما اشار اليه مباشرة ودون مواربة عضو الكونجرس جيك اوشينكلوس قائلاً مساء الثلاثاء 4 فبراير الجاري لقناة نيوز نيشن التلفزيونية معلقاً على اقتراح ترامب حول غزة انه "متهور وغير معقول، علينا أن ننظر إلى دوافع ترامب, وكما هو الحال دائماً، عندما يقترح ترامب بنداً سياسياً، فهناك صلة بالمحسوبية وخدمة الذات", وفي إشارة إلى ترامب وصهره جاريد كوشنر، قال "يريدان تحويل قطاع غزة إلى منتجعات".
اضف الى ذلك انه حسب خبراء استراتيجيين بأن المسار الامثل للممر الاقتصادي من الهند الى اوروبا الذي دعا اليه الرئيس السابق بايدن هو الوصول الى البحر المتوسط عبر سواحل قطاع غزة, ولكن سكان غزة هم ابرز العقبات في وجه السير بالمشروع في هذا المسار.
نعم, الرجل لا يفكر الا من منطلق نفعي محض, فهو بلا اي قيم انسانية فقد امضى معظم حياته في كازينوهات القمار وفنادق الدعارة ومتنقلاً بين ممثلات الافلام الاباحية وعارضات الازياء هابطة المستوى حيث ان زوجاته الثلاث من هذا الوسط الرخيص, فشخص من هذه النوعية لا يعير اهتماماً لاي مبدأ, فقط المال والشهوة,
يعتقد ان غزة مجرد قطعة ارض عليها ركام, وعليها بعض الناس, يمكن ازالة الركام ونقل الناس الى مكان اخر والاستيلاء على الارض واستثمارها, هكذا ببساطة على طريقة تجار العقارات, ولا يدور في خلده ان قطاع غزة "وطن" لشعب حر وعظيم وله تاريخ عريق اعرق منه ومن بلاده بآلاف السنين ويحتضن رفاة من هم من اطهر وانقى البشر (هاشم ابن عبد مناف جد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام) وكذلك عشرات من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم, كما انه مسقط رأس الامام الشافعي رحمه الله ويعيش على ارضه حوالي مليونين ونصف من الفلسطينيين وهؤلاء دفعوا دماءهم وارواحهم وابنائهم وكل ما ملكوا من هذه الدنيا مقابل الصمود عليه والدفاع عن ترابه كما رأى العالم اجمع مؤخراً وهم على اتم الاستعداد للتصدي لمن تراوده نفسه الاقتراب من بلادهم كائناً من كان ومهما كان الثمن حتى لو كان دماءهم كما برهنوا للقاصي والداني.
تجدر الاشارة الى ان ماري ترامب ابنة اخ دونالد ترامب الفت كتاباً عام 2020 بعنوان: " كثير للغاية وليس كافيًا أبدا: كيف قامت عائلتي بخلق أكثر الرجال خطورة في العالم", وفي هذا الكتاب تصف الكاتبة جدها فريدريك ترامب أنه "رجل مختل ومعتل إجتماعيا بشكل كبير وكان يحرص على استغلال من حوله لمصلحته الشخصية " وتوضح المؤلفة كيف سببت معاملته القاسية لأولاده بتأثير طويل الأمد عليهم بما فيهم دونالد الذي تأقلمت شخصيته نتيجة لذلك وبحيث لا يظهر أي علامات تدل على الحزن والضعف واللطافة نحو الآخرين, كما تصف الكاتبة جدتها ماري (أم دونالد ترامب)، على أنها "كانت محدودة جسديا وعقليا خلال السنوات التي كونت وصقلت شخصية أبناءها وكان ذلك بسبب مرض أصيبت به" وخلصت الكاتبة ان ظروف عائلتها المشار اليها جعلت عمها دونالد "محدود الشعور لمختلف نطاق أنواع المشاعر التي يحس بها الإنسان الطبيعي".
ومن الجدير بالذكر ان اسم عائلته في الاصل هو درامبف ولكن فريد غير اسم عائلته الى ترامب وفقاً لما ذكره بريت بيترسون الصحفي الاستقصائي في صحيفة بوسطن كلوب, وكان فريد يكذب ويدعي انه من السويد بهدف إخفاء أصله الالماني كون اعماله كانت تتركز في نيويورك التي يقطنها الكثير من اليهود الذين كانوا يكنون كراهية شديدة للالمان ويتجنبون العمل معهم على خلفية ما فعله بهم النازيون خلال القرن الماضي, وهكذا الى ان استطاع التغلغل في المجتمع النيويوركي ويقيم شبكة علاقات مع نخبته من رجال المال والاعمال والسياسة والاعلام واصحاب النفوذ ومعظمهم من اليهود الى ان نشأت منتصف الثمانينات علاقة صداقة بينه وبين مندوب الكيان الصهيوني في الامم المتحدة حينها بنيامين نتنياهو, وورث دونالد ترامب شبكة علاقات والده بما فيها تلك العلاقة الوطيدة التي تربطه باليهود وخصوصاً مع نتنياهو.
من بين اليهود التي يرتبط بهم ترامب بعلاقات قوية, شيلدون اديلسون قطب كازينوهات القمار والدعارة في لاس فيغاس والذي تبرع لحملة ترامب الاولى عام 2015 بمبلغ 150 مليون دولار مقابل اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الامريكية اليها وضم الجولان للكيان, وهذا ما حدث, وبعد وفاة اديلسون عام 2022 اصبح ترامب على علاقة اقوى مع ارملته مريام (تحمل الجنسية الاسرائيلية وترعرت وتلقت تعليمها داخل الكيان وخدمت في الجيش الصهيوني وتدعم اليمين الصهيوني المتطرف بكل ما اوتيت من قوة) والتي ورثت عنه امبراطورية القمار والدعارة والتي تقدر قيمتها بأكثر من 40 مليار دولار, ومريام تبرعت لحملة ترامب الاخيرةعام 2024 بمبلغ 100 مليون دولار مقابل اعترافه بضم الضفة الغربية للكيان الصهيوني وهذا ما ألمح اليه ترامب اثناء لقاءه الاخير بنتنياهو في البيت الابيض مساء الثلائاء الماضي.
ومن اصدقاء ترامب اليهود تشارلز كوشنر الذي عينه مؤخراً سفيراً في باريس, وتشارلز والد جاريد كوشنر زوج ايفانكا ابنة ترامب الكبرى, وتجدر الاشارة هنا الى ان تشارلز كان مسجوناً في فترة رئاسة ترامب الاولى لارتكابه جرائم مختلفة, إلا ان قام الرئيس ترامب بالعفو عنه في نهاية رئاسته الاولى عام 2020.
ومن بينهم صديقه المقرب وقطب العقارات ستيف فيتكوف الذي عينه مؤخراً بصلاحيات واسعة مسؤلاً عن ملف الشرق الاوسط "مبعوث الرئيس الامريكي للشرق الاوسط".
كان واضحاً كالشمس عند اختيار ترامب لأعضاء فريقه الكبار أن هذه الادارة الصهيونية حتى النخاع ستكون مع الكيان الصهيوني جنباً الى جنب ويدعمونه بلا حدود ظالماً او ومظلوماً, وكانوا يتابعون سير أحداث الحرب على قطاع غزة لحظة بلحظة ويدركون تماماً ان ما فشلت في تحقيقه آلة الموت الصهيوامريكية على مدى عام ونصف لن ينجح ترامب في تحقيقه بهذه الهلوسات ولا بالمؤامرات ولا بالضغوط على هذا الطرف او ذاك, لذا فعلى الارجح ان ترامب اطلق ترهاته المشار اليها كبالون اختبار لاستكشاف سقف تطلعات ومواقف الاطراف المختلفة ذات الصلة, كونه يخطط لاستئناف تنفيذ خططه القديمة للشرق الاوسط, وهذا يعيدنا بالذاكرة الى فترة رئاسته الاولى وتحديداً عام 2020, حين كان يتم الترويج بأنه كان هناك تهديداً صهيونياً (بمباركة ترامبية) بضم الضفة الغربية المحتلة الى الكيان الغاصب وحينذاك تم تسويق التطبيع بين الكيان ودولة الامارات العربية على انه مقابل تخلي الكيان عن ضم الضفة الغربية, يبدو ان هلوسات ترامب اليوم تهدف لتحقيق الهدف ذاته, بمعنى اختطاف قطاع غزة كرهينة لابتزاز اطراف عربية والضغط عليها لدفع الفدية تطبيعاً مقابل التخلي عن القطاع لحال سبيله, وهذا ما ذهب اليه السيناتور الجمهوري جون هويفن كبير أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي وحاكم ولاية داكوتا معلقاً على تصريحات ترامب حول غزة "أنها ربما جاءت كتكتيك تفاوضي، ربما يحاول فرض قرار ما في تلك القضية الصعبة".
هلوسات ترامب (رغم فظاظتها وخطورتها الشكلية) وهي أقرب الى التخاريف منها الى التصريحات السياسية, فهي بلا قيمة عملية, لانها غير قابلة للتصديق ومستحيلة التطبيق وتتناقض مع العقل والمنطق وتتناقض مع كافة الاعراف والقوانين والقرارات الدولية وتتناقض مع كافة مواقف الادارات الامريكية ومواقف كافة حلفاء واشنطن حول العالم, وقد رفضها المجتمع الدولي بالاجماع من شرق الكرة الارضية الى غربها (ما عدا بعض الصهاينة في واشنطن وتل ابيب فقط كما قال الصحفي والمحلل السياسي في قناة كان أليؤر ليفي) بما في ذلك اعضاء كونجرس جمهوريين منهم أحد أبرز حلفاء ترامب في مجلس الشيوخ السيناتور ليندسي غراهام، الذي وصف الاقتراح "بالإشكالي"، وحذر من إرسال قوات أمريكية إلى غزة، مشيراً إلى "إن ناخبيه يرفضون ذلك"..
وكذلك رفض السيناتور الجمهوري كريس فان هولن ما قاله ترامب حول غزة بشدة، ووصفها في تصريح له لتلفزيون إم.إس.إن.بي.سي "إن هذا تطهير عرقي باسم آخر".
كماغرد السيناتور الديموقراطي كريس ميرفي هو الاخر غاضباً رداً على تصريحات ترامب في منشور على إكس قائلاً: "لقد فقد عقله تماما, سيؤدي غزو الولايات المتحدة لغزة إلى مذبحة لآلاف الجنود الأميركيين وحرب في الشرق الأوسط لعقود, إنها مثل مزحة رديئة".
من جهته عضو مجلس النواب الديمقراطي جيك اوشينكلوس قال لقناة نيوز نيشن التلفزيونية معلقاً على اقتراح ترامب حول غزة انه "متهور وغير معقول، وقد يفسد المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس" وأضاف "يتعين علينا أن ننظر إلى دوافع ترامب, وكما هو الحال دائماً، عندما يقترح ترامب بندا سياسيا، فهناك صلة بالمحسوبية وخدمة الذات", وفي إشارة إلى ترامب وصهره جاريد كوشنر، قال "يريدان تحويل قطاع غزة إلى منتجعات".
اما اقوى رد فعل لاعضاء الكونجرس فقد جاء من عضو مجلس النواب عن تكساس، آل غرين الذي قال انه سيتقدم بمشروع لعزل الرئيس ترمب ومحاكمته امام الكونجرس بتهمة "التطهير العرقي في غزة"، واصفا تصريحات ترامب بشأن غزة بأنها "شنيعة", وقال آل غرين امام الكونجرس في هذا الصدد: "في رسالة إلى من يهمه الأمر, التطهير العرقي في غزة ليس مزحة، خصوصا عندما يصدر عن رئيس الولايات المتحدة الأميركية أقوى شخص في العالم, وأضاف أن "التطهير العرقي في غزة ليس مزحة، ورئيس وزراء إسرائيل يجب أن يخجل لأنه يعرف تاريخ شعبه ووقف هناك وسمح بمثل هذه التصريحات", وشدد آل غرين أن "التطهير العرقي هو جريمة ضد الإنسانية، وأنا أقف هنا اليوم لأدين تلك التصريحات, وأدين ما قاله الرئيس, وأدين تواطؤ رئيس وزراء إسرائيل, وأذكر الناس أن الدكتور (مارتن لوثر) كينغ كان على حق عندما قال إن "الظلم في أي مكان هو تهديد للعدالة في كل مكان"، مشيرا إلى أن الظلم في غزة هو تهديد للعدالة في الولايات المتحدة, واختتم النائبقائلا "أقف هنا اليوم لأن حركة محاكمة الرئيس قد بدأت, أقف هنا اليوم لأعلن أنني سأقدم لائحة اتهام ضد الرئيس بسبب الأفعال البشعة التي اقترحها والتي ارتكبها"، مشيرا إلى أنه وضع الأساس لمحاكمة الرئيس الأميركي بهدف عزله".
وفي الكيان الصهيوني فقد رفض تصريحات ترامب شخصيات سياسية وازنة من بينهم رؤساء وزراء سابقين مثل ايهود باراك وصف تصريحات ترامب "بأنها محض خيال", اما ايهود ألمرت فقال رافضاً ما قاله ترامب" ان خطة ترامب غير قابلة للتطبيق لان اراضي غزة ليست ملكاً لاسرائيل حتى تمنحها لاحد, انها فلسطينية ".
الجزء الثاني لهذا المقال يناقش دوافع ترامب الحقيقة لتصريحاته حول غزة, سينشر قريباً جداً ان شاء الله.
د. سمير الددا