طرافة النِّضال.
.....ا
أطرف ما في هذا البلد أنَّ كل قضاياه " تِنْفخ فيها الرّيح" بسرعة الضوء، لأنها في كل مرة تنتحل صفةً وليست صادقةً، كل قضايا الرأي العام التي مرَّت بنا هذا العام، تحولت لرواية فيْسيَّة في ختامها يعتذر الأبطال.
كل قضيانا ذات التأثير المباشر على حياتنا، تتحول لموج يركبه الساسة والمشايخ وأهل الحق والحقوق وأهل الباطل والبطون، ونُلدغ من نفس النّضالات مرَّات، والظاهر أننا نُدمن فعل إعادة اللَّدغ بالعَرض البطيء.
ومع ذلك للساسة والمناضلين والحقوقيين جميل علينا، فوجودهم يُضفي نكهة على حياتنا، فهم ضيوف لحظاتنا المتهكّمة، نُمازحهم، نُقشِّرهم، نُناصرهم في غفلة من وعينا، نتأمَّلهم لأنهم مخلوقات لا تُشبه إلاَّ أنفسها.. ونتفرَّج على وطيس نَشوتِهم كُلَّما فُتِح مَرقص الأحداثِ بضجَّة قَتلٍ أو اغتصاب أو اشتباه في مالٍ،..ثم نُغلق دورة استغرابنا من تناقضاتهم بين صعود موجة وتَكسُّرها.
تَعوَّد هؤلاء أن يَضعوا قضايا الوطن تحت أقدامهم لتَرفعهم للأعلى ولتُطيل أعناقهم، أمَّا أنْ تنقضي مصداقيتهم أمامنا على مَهْلٍ.. فلا يَهم!.. فهم مرجع وطني في كل مستهجن،..
على أية حال "مايْسالونَ حَقْ"، فقد أعطينا تناقضاتهم حقَّها من ذُيوع الصِّيت السَّلبي..
ثم عَجبي من ركوب جميل منصور لموجة اللون في قضية الفتاة البيضاء المغتصبة!،.. واللون جدل تتكسَّر فيه النّصال على النِّصال منذ استقلال موريتانيا ولن يتوقف، ولجميل منطق شخصي فيه، منطق فيه غموض كثيف هو طريقة من طرق تجنب الوضوح في الموقف،.. وقد لا يستوعب ذلك المنطق مثلاً أنَّ كل موريتانيا خرجت غاضبة إثرَ مقتل الحرطاني الأسود الصوفي ولد الشين، وأغرقت أسرته بالتبرعات، وعادت النوايا إلى قواعدها سالمة.
تحياتي.
الدهماء