في ظل نوفمبر المجيد: ثلاث حقائق مزعجة!

لا ريب أن الموريتانيين لما دخل النصارى أرضهم قد اشمأزوا وشعروا بخطورة الأمر، فهب كثير منهم لمجابهتم وأعلنوا النفير العام، قتالا أو هجرة. فقاتل منهم مجاهدون أبرار، بإيمان وشجاعة وسجلوا بطولات خلدها التاريخ أهلكت من الغزاة رؤوسا وجموعا عظيمة.
ولا جرم أن الدول الحديثة تستنهض تواريخها المجيدة وبطولات أبنائها لخلق أساطير وطنية تجمع مواطنيها وتشد تعلقهم بعلم الدولة ووحدتها وقدسية التضحية من أجلها...

غير أنه لتفادي الكذب المحض والاختلاق المكشوف، لا بد من التذكير بحقائق ثلاث ماثلة تتعلق بهذا الجانب من الناريخ الموريتاني الحديث:

١. أن "المقاومين" إنما قاتلوا الفرنسيين (النصارى) ونابذوهم جهادا في سبيل الله وابتغاء مرضاته وجنته، وليس في أهدافهم ولا حتى في أذهانهم "الاستقلال الوطني" ولا "الاستعمار" ونحو ذلك من المفاهيم السياسية التي ظهرت لاحقا.
٢. أن هناك، في المقابل، طائفة كبيرة من السادة والقادة، قبلوا دخول المستعمر لمصلحة رأوها راجحة، على أساس قاعدة ارتكاب أخف الضررين الشرعية.
٣. أن فرنسا فعلا أعطت الاستقلال لموريتانيا مختارة راضية؛ بل فرضته وحمته ومولته، وليس ذلك كله طبعا إلا خدمة لمصالحها الخاصة، ولكنه في حد ذاته حقيقة تاريخية!.

 

و محفوظ ولد احمد

أحد, 24/11/2024 - 09:55