أعلن أرون كومار، سكرتير دائرة الجوازات والتأشيرات والشؤون القنصلية بوزارة الخارجية الهندية؛ خلال إحاطة صحفية للوفد الرسمي المرافق للرئيسة الهندية خلال زيارتها لموريتانيا، عن توقيع اتفاقية شراكة بين شركة موريتانية وشركة هندية، حيث أطلع كومار الصحافة الهندية المرافقة للرئيسة، في العاصمة المالاوية، على تفاصيل الاتفاقية التي تعد أول شراكة بين القطاع الخاص الهندي والموريتاني في مجال تنمية واستغلال الفوسفات.
ورافق السيد كومار خلال الإحاطة الصحفية السيدة نافيكا غوبتا، نائبة السكرتير الصحفي لرئيسة الهند.
وقد تم توقيع الاتفاقية في نواكشوط، في السادس عشر من أكتوبر الجاري، بين “الشركة الموريتانية السعودية للفوسفات” وشركة “أتلانتك مِينِرَالْزْ”، التي يمثلها مستثمرون هنود، بهدف استغلال وتطوير “منجم بوفال لُبَيْرِ” بولاية لبراكنه جنوب موريتانيا.
التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق الشراكة جاء بعد مفاوضات استمرت أكثر من ثمانية عشر شهرا.
وقد حضر حفل التوقيع كل من المدير العام المكلف بقطاع شمال ووسط إفريقيا بوزارة الخارجية الهندية، سافالا نايك مودي، والسفير الهندي المعتمد في موريتانيا، ناريش كومار، والمدير العام للموريتانية السعودية للفوسفات، عبد الله ولد الشيخ أحمد باب، مع بعض أعضاء مجلس إدارة الشركة.
مسار المفاوضات
بدأ مسار المفاوضات الطويل بين الطرفين في إبريل سنة 2023 عندما تلقت “الموريتانية السعودية للفوسفات” عرضاً من مستثمر هندي؛ قدم على إثره إلى نواكشوط بداية مايو 2023، ودخل الطرفان في سلسلة من المباحثات التي أدت إلى دعوة مدير الشركة الموريتانية السعودية للفوسفات إلى نيودلهي في يونيو 2023، حيث استقبله سافالا نايك مودي.
استمرت جولات المفاوضات حتى توقيع مذكرة تفاهم بين الطرفين في يناير 2024، أعقبها توقيع الشريك الهندي مذكرة تفاهم أخرى في فبراير مع شركة “كريشاك بهاراتي المحدودة” (كريب كو)، وهي إحدى شركات الأسمدة الكبرى في الهند.
وفي 21 مارس 2024، وصل إلى نواكشوط وفد رفيع المستوى من الحكومة الهندية برئاسة نائب وزير الخارجية الهندي، دامو رافي، لإجراء المفاوضات النهائية بين الجانبين الموريتاني والهندي، وخلال هذه الزيارة تمت مناقشة الجوانب الإجرائية والتنفيذية والقانونية للشراكة، مما أدى إلى تعميق المباحثات بغية إنضاج بنود الاتفاقية.
وأخيراً، تم التوصل إلى الشكل النهائي للاتفاق، الذي تم توقيعه بالأحرف الأولى في السادس عشر من أكتوبر 2024، خلال زيارة الرئيسة الهندية لنواكشوط، وهو ما يمثل انطلاقة جديدة للتعاون الاقتصادي بين موريتانيا والهند في مجال استغلال الفوسفات.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن المنجم يحتوي على احتياطي يقدر ب 166 مليون طن من الفوسفات الخام قابلة للزيادة، مما يعزز التوظيف ويوفر مصادر عائد مالي على المدى الطويل.