تمكن الجراح الإسباني الدكتور ألبرتو بريدا Alberto Breda من إجراء عملية جراحية لاستئصال ورم في الكلى لمريض صيني يبلغ من العمر 37 عامًا، وذلك عن بُعد على مسافة تتجاوز 8000 كيلومتر تمت العملية من مدينة بوردو الفرنسية، بينما كان المريض في العاصمة الصينية بكين..
استخدم الدكتور بريدا روبوتًا جراحيًا متطورًا مزودًا بأذرع ميكانيكية متعددة يتم التحكم في هذه الأذرع بدقة فائقة عن طريق واجهة تفاعلية متقدمة تُدار عن بُعد عبر شبكة الإنترنت، تم تصميم الروبوت في الأصل بواسطة الجيش الأمريكي لتقديم الرعاية الطبية الفورية للجنود المصابين في ساحات المعارك من اي مكان في العالم، ويعد من أكثر الأنظمة الجراحية تطورًا من حيث الدقة والاستجابة.
أثناء العملية، كان فريق طبي محلي في بكين يقدم الدعم الميداني والمراقبة لحالة المريض، بينما كان الدكتور بريدا يتحكم بشكل كامل في الروبوت الجراحي من بوردو الفرنسية.
تم بث العملية بشكل مباشر، حيث تابعها الأطباء من جميع أنحاء العالم وتمكن الدكتور بريدا من إزالة الورم الكلوي بنجاح تام، وتماثل المريض للشفاء بسرعة، حيث خرج من المستشفى بعد ثلاثة أيام فقط من الجراحة، مما يؤكد نجاح هذه التقنية ليس فقط من الناحية الجراحية ولكن أيضًا من حيث تسريع تعافي المريض.
هذا الإنجاز الطبي الرائد يفتح آفاقًا جديدة لمستقبل الجراحة والطب عن بُعد، لم تعد المسافات الجغرافية عائقًا أمام تقديم الرعاية الصحية المتخصصة، حيث يمكن للأطباء من مختلف أنحاء العالم التدخل في الحالات الطارئة أو العمليات الدقيقة عبر تقنيات الجراحة الروبوتية، هذه التكنولوجيا توفر حلولًا جذرية للمناطق النائية والمحرومة من التخصصات الجراحية الدقيقة، بالإضافة إلى استخدامها في حالات الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة.