لقد خطر ببالي أن أشكر السيد الرئيس غزواني علي هذا الأمر حينما كنت في أحد المساجد يوم الجمعة والناس جلوس ينتظرون الصلاة و إذا بأحد الإخوة يتقدم الصفوف ويبدأ في الحديث عن محنة إخوتنا المسلمين في غزة ويدعو إلي مساعدتهم، و إذا بالجميع يسارع بالتفاعل معه، والإستجابة لطلبه دون شعور بخوف أو قلق، فتبادر إلي ذهني أنه ما كان لذلك الوضع أن يتأتي لولا أن الدولة تتبني نفس الموقف الذي يتبناه الشعب إزاء هذه القضية الحساسة جدا، والبالغة الأهمية. لقد شعرت بالسعادة بأنني في بلد عربي مسلم تتصرف قيادته بما يمليه عليها الواجب الديني والإنساني، ويلبي تطلعات شعبها وينسجم مع قيمه ومبادئه. وأحسست بأن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني قد وُفق في هذا الأمر، وقد ظهر به إيمانه، كما أبان به عن ذكاء وحكمة واضحين في إدارة شؤون شعبه. فقد ضرب عصفورين بحجر واحد، فمن جهة وفّر بهذ النهج الحكيم بيئة سليمة يؤدي فيها أفراد شعبه واجبهم الحتمي اتجاه إخوتهم في الإسلام، ومن جهة أخري يشعر فيها هو وحكومته ودوائر أمنه و مواطنوهم معهم باطمئنان النفوس فيما بينهم وبين ربهم أولا، وهذا هو الأهم، وفيما بين السلطة والشعب كذلك. ولا شك أن هذا أحسن من أي خيار آخر. إذ لا شيئ يؤثر علي الإستقرار السياسي والأمني في الدول أكثر من طبيعة العلاقة بين خيارات الشعب وسياسات الحكومات، ولا سيما الخيارات ذات الأسس الدينية. فشكرا لكم، مرة أخري سيادة الرئيس، وشكرا لكل من ساندكم أ و عضّد توجهكم السليم هذا من من تستعينون به أو تستشيرونه بخصوص هذا الملف الفريد من نوعه. رتّب الله لكم علي هذا العمل الصالح، إن شاء الله، و علي هذه السياسة الخيرة النبيلة أجرا عاجلا تسعدون به في دنياكم، ويسعد معكم به شعبكم، وأثابكم عليه بعد ذلك في دار ميعادكم بما تنالون به نعيمها الأبدي الأغلي والأكمل من كل مصالح هذه الدار المحكوم عليها بالزوال مهما بلغت. وأقر الله أعيننا وعينكم قريبا بنصره لإخواننا هؤلاء المستضعفين المظلومين الصابرين المجاهدين في الأرض المباركة علي جيش ذلك الكيان الصهيوني الظالم الآثم القاتل السفاح المجرم المهزوم ، إن شاء الله. وإننا لواثقون من حصول ذلك، فالله عز وجل قال في محكم كتابه (…إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ…) وقال: (… حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا…)
وإن موعد هؤلاء الظالمين الصبح، وليس الصبح ببعيد. وإنهم ينتظرون غدا وإن غدا لناظر لقريب!
يحي ولد اكاي
[email protected]