إننا لنرجو نحن المواطنون أن يكون مانقوله ونكتبه يصل إلي رئيسنا، وكل المعنيين به!
فضلا، إقرأوا ماأكتب كاملا، أو لاتبدأوا في قراءته!
العلاجات الأولية عادة ما تكون أقل تكلفة وأسهل عملا وأسرع فاعلية وإراحة للمريض. وهي ضرورية قبل مباشرة العلاج العميق واستئصال جذور الداء. وهذا ما يحتاجه الوطن الموريتاني اليوم بصفته مريضا ينتظر العلاج. وعلي الحكومة وأطباءها الجدد-الوزراء- القيام بهذه المهمة في أسرع وقت ممكن، خاصة بعد أن أصدر لهم كبير الأطباء -الرئيس- الأمر بذلك حتي يتلافوا مضاعفات المرض ويحولوا دون تفاقم أعراضه.
وأعتقد، بصفتي متعايشا مع هذا المريض ومطلعا علي حالته الصحية، أنه إذا تمكن أطباء هذه الحكومة خلال الستة أشهر الأولي من القيام بالخطوات التالية فسيخلصون مريضهم من شدة المعانات، ويجعلونه قابلا للعلاج العميق والتماثل للشفاء بعد ذلك إن شاء الله:
أولاً: عليهم أن يعطوه نفسا من الأكسجين حتي يبقي حيا، وذلك بزيادة ١٠٪ علي رواتب القطاعين العام والخاص، وتخفيض سعر البنزين ب ٢٠٪ .
ثانيا: يعطوه حقنة ضد تخثر الدم تحميه من الجلطات المفاجئة، وذلك بتعيين أصحاب كفاءات من من لم تتراكم لديهم أورام أكل المال العام غير القابلة للعلاج.
ثالثا: ينظفون الدماء عن جسده ليرتاح قليلا، وذلك بواسطة إزالة الأوساخ المتناثرة علي جنبات طرقه وفي الأماكن العامة، و تكنيس الرمال المتجمعة علي حافة كثير من شوارعه.
رابعا: يخيطون الجروح الغائرة في أعضاء جسمه لتخف ألامه، وذلك بردم وتسوية الحفر والتقعرات التي يعاني منها الكثير من الطرق، وخاصة في العاصمة نواكشوط.
خامسا: يزوّدوه بمضاد للإسهال لتنقية بيئته وجعلها صحية أكثر، وذلك ببناء نظام صرف صحّي لمياه الأمطار علي وجه السرعة كي تجف البرك وتختفي المياه الراكدة العفنة التي تتجمع كل فصل خريف، وتعوق السير وتؤذي المارة من الناس.
ولا شك أن المتخصصين في العلاجات الأولية يعرفون أكثر مما ذكرت أنا، لأنني متطفل علي الموضوع. لكنني أنبه هنا إلي أن ما سمعناه عن اتفاق جري بين دولة الوزير الأول و ملاك مصانع الأسمنت علي تخفيض أسعار هذه المادة للمواطنين يدخل في صميم نوعية العلاجات الأولية ذات الأثر السريع علي تعافي المريض (الوطن) الذي نتحدث عنه. ونرجو أن تكون هذه قطرة تنعش بعض أعضائه الحيوية، وبشارة ببداية مسار علاجه.
وأختم بما هو متعارف عليه من أن السبب الأكبر لأمراض النفس والبدن هو المبالغة في الأكل والشرب، فالمعدة كما يقال بيت الداء. وأري أنه إذا لم يكن السيد الرئيس (الطبيب الأكبر) قد نبه الأمناء العامون للوزارات في اجتماعه بهم علي ذلك، فيستحسن أن يجتمع بهم الوزير الأول ويذكرهم بالمعني الوقائي في قوله عز وجل (كلوا واشربوا ولا تسرفوا…) عسي أن يكون ذلك معينا علي تحسن حالة مريضنا، ومطمئنا علي سلامته فيما هو قادم من أيامه.