اعتاد مجتمع البيظان على قول كلمته دائما فالبعض يقولها بصيغة غير مباشرة أو مشفرة والبعض يعبر بطريقة هادئة ورزينة لا تكسر الخواطر والبعض يقول كلمة بصيغة طريفة تكسر فكهاهتها وقع الصراحة وتلطفه.
في إحدى حقب ذلك المجتمع الماضية كان الناس بسطاء ينزلون ضيوفا على الجميع وينظرون الأواني، الجميع كرماء يؤثرون ويجودون بما لديهم كان من بين أولئك الناظرين للأواني الذين لا يفوتهم أي طعام الزيعر والديخن والديشالثلاثي الخطير لا يرفضون أي طعام (ما يباو عن شي وكل شي فيه) فحل الضيف المبجل على أحدى الأسر وكان الثلاثي حاضرا وبعد التحايا والترحيب وتبادل الأسئلة عن الأحوال وتبادل الأخبار وبعد انتظار طويلجدا جاء الطعام، كان الطعام عبارة عن كسرة متواضعة غير مكتملة بتر أحد أجزائها واستدعى المضيفون الثلاثي الشره للأكل مع الضيف فقال :
كافي گاع من المگره × عودانو كسره ماهو عيش
غير الكسره فيها فره × والزيعر والديخن والديش
تنطبق هذه القصة على كل الأمور التي شابت ليالي الشعب وشاخت دموعه في انتظارها ثم كانت دون المستوى وكانت مخروقة وكان لها زيعرها وديخنها وديشها.
محمد الأمين العادل