الشباب والشيخ

بعد أن ناهض الاستبداد  في وطنه وانتصر للفقراء طيلة عقود من الزمن ، غادر الأستاذ محمد يونس،  البالغ من العمر 84 عاما، العاصمة الفرنسية باريس متوجها إلى دكا، عاصمة بلده بنغلاديش.

رجع هذا الاقتصادي- الحاصل على جائزة نوبل  مكافأة لدوره الرائد في مجال التمويلات الصغيرة ومحاربة الفقر- ليتولى رئاسة الحكومة  التي ستباشر  إدارة شؤون البلاد خلال فترة انتقالية بدأت بعد نجاح مظاهرات شعبية عارمة في إسقاط الدكتاتورة حسينة واجد.

لا يدين الأستاذ يونس في هذا التعيين بشيئ لا للجيش -الذي كان يرغب في ممارسة السلطة -ولا للدولة العميقة ولا للأثرياء ورجال الأعمال؛ وإنما يعود الفضل- كل الفضل- في تسميته للطلاب الذين نظموا وقادوا حركة الاحتجاج الشعبية التي قوّضت الحكم الاستبدادي. لقد أصر هؤلاء الشبان أن يكون هذا الشيخ قائد هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البلاد.
لماذا؟ 
لأنهم يعرفون أنه لم يُداهن قط طاغية ولا فاسدا  ولأنهم  يقدرون علمه الواسع وخبرته الكبيرة في قضايا التنمية ويثقون بصدق التزامه بقيم الحرية والعدالة الاجتماعية 
والحكم الرشيد. 
وبتعبير آخر، يتماهى هؤلاء الشبان اليافعون مع هذا الرجل المُسن لأن سجله ناصع مثل سجلاتهم وقيمه وأهدافه هي ذاتها قيمهم وأهدافهم.

 

عبد الله العالي

 

خميس, 08/08/2024 - 14:04