ماذا يمكن لغزواني فعله فى مأموريته الأخيرة دستوريا؟

عندما يجلس الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بمكتبه بالقصر الرئاسي، فإنه لا يعيش يوما عاديا كما يعيشه مواطنوه في الريف الموريتاني او في الأحياء الشعبية في كبريات المدن التي تعاني من فقدان الأمل، ولا حتى كما يعيشه التجار وانصاف المقاولين والمفسدون في تفرغ زينة.

انه يفكر في الخطوة القادمة بعد التنصيب، ومشاكل افريقيا، وأوجاع وطن يكاد يسقط في حفرة الاكتئاب الجماعي.

وهو في هذا الوضع الذي لا يسعد به صديق، يمتلك مفاتيح كثيرة لإسعاد قرابة 3 ملايين بالغ موريتاني من الجنسين، لكن كل مفتاح لإسعاد مجموعة، يفتح بابا لشقاء مجموعة أخرى، والرئيس ذو الطبيعة "الباردة" لا يريد ان يغضب أحدا. ولم يقل له أحد من قبل، ان ذلك في حد ذاته يغضب الكثيرين.

الأمل هو الفتاح الوحيد الذي يمكن استعماله بأمان..
الأمل في غد افضل، هو المفتاح الوحيد الذي يتساوى فيه الجميع.

- لا يمكن للرئيس إسعاد الموريتانيين برفع الأجور وخفض أسعار المواد الغذائية والإسمنت، فذلك سيرهق الميزانية  من جهة ويغضب التجار من جهة اخرى، والدولة خاضعة منذ عقود للتجار ورقبتها تحت السكين.

- لا يمكنه إسعاد الموريتانيين في الوقت الحالي بتطبيق شفافية مطلقة، فذلك جدير بأن يغضب طبقة الأغنياء الذين عاشوا منذ التسعينات على أكل المال الحرام وتوظيف أبنائهم وفتياتهم في وظائف لا يستحقونها، وهم قادمون من انتخابات "ملعونة الإجراءات" زوروا فيها ما شاء الله من إرادة الناخبين، ويستعدون لقبض الثمن.

- لا يمكنه محاربة الفساد في وقت لحق به من مقاتلي المعارضة المتقاعدين ما شاء الله، وقد رأوا بأعينهم كيف صقلت 5 سنين مضت جيشا من المفسدين وهم يلحقون بالدولة، لتذوق الكعكة قبل التقاعد، فكيف يتم القضاء على الفساد بعد ان دخلوا تحت جناح الحكومة راغبين في "بل رقابهم" بعد عطش السنين.

- لا يمكنه إسعاد الشباب، الذين تاتي هذه المأمورية لهم ومن أجلهم، في حين ان 20 الفا منهم أخذت ما بين يدي أهلها من مدخرات زهيدة وذرعت بها دول أمريكا اللاتينية وقفزت حائط الحلم الأمريكي، وهم غاضبون لا يلوون على شيئ يلعنون الحياة.

وهل ما تبقى من الشباب حقا، يمثل الشباب؟! واي شباب؟ هل هم شباب تفرغ زينة الحاصل على شهادة ضعيفة ووساطات قوية، ام الشباب الغارق في المخدرات ام شباب السيارات ثلاثية العجلات في شارع الرزق؟
- لا يمكنه إسعاد الأطفال الذين أدمنوا هواتف أهلهم ويرون العالم النظيف المحترم في القرن العشرين، ويخرجون للمستنقعات، ويلتهم اللون الرمادي السائد احلامهم.
فقط الأمل.. الأمل بمستقبل أفضل في ظل عائدات الغاز الذي بدأ التحضير لأول قطرة منه، بالاضافة الى الهيدروجين الأخضر وما تجود به هذه الأرض المعطاء.

ان الأمل هو الوحيد القادر على انقاذ سفينة هذا الوطن من الغرق، ولكن حتى الأمل يحتاج لقائد تعلم من العسكرية كيف يصمد في الأوقات العصيبة، واعدا بيوم تشرق فيه الشمس ويتوقف فيه الألم.

أول الأمل.. سيكون في الحكومة، الحكومة التي قادت القرار في الخمس سنوات الماضية ستودع على الأرجح، ومع تعيين الحكومة الجديدة سيتضح ما اذا كان الرئيس قد وضع قراره في يد المنظرين لبقاء الامر على ما هو عليه، ام انه كما في برنامجه الإنتخابي، يريد مأمورية ثانية تضع لبنات المستقبل، وتتخطى بعض أوجاع موريتانيا المزمنة.

 

عن منصة نسيم

جمعة, 02/08/2024 - 13:01