إنني لأرجو أن يكون ما نكتبه نحن المواطنون ونقوله يصل إلي رئيسنا!
فضلا أرجوكم قراءة ما أكتب إلي نهايته، أو أن لا تبدؤوا في قراءته!
إن وجود الرئيس علي قمة هرم السلطة في الدولة ، وفاعليته وعلم الناس بذلك، ضروري لإشاعة الإحساس بالإستقرار وانتظام الحياة بين المواطنين، ولا غني عنه حتي تتوفر الأرضية اللازمة لكل واحد منا كي يعيش يومه طبيعيا بعافية واطمئنان. وهذا يجعل دور الرئيس في حياة المجتمع والدولة تماما كدور القلب والدماغ في حياة الجسد. وقد ورد في الحديث الشريف (… ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، ألا وهي القلب…)
و الرئيس هنا محتاج إلي استحضار هذا الأمر فيما بينه وبين ربه، وأن يدرك أن كل راع مسؤول عن رعيته، وأن يفكر دائما في أنه مسؤول أمام خالقه في ذلك اليوم العظيم
(… يوم تبلي السرائر فما له من قوة ولا ناصر…). وأن لا ترجمان بينهما آنذاك. ولا شك أن رئيسنا والحمد لله يعلم هذا كله، ونرجو له من الله العون علي نفسه وعلي الشيطان.
أما نحن كمجتمع فإننا نمثل الجسم الذي يحتضن هذا القلب (الرئيس)، ويمده بمتطلبات الصحة والفاعلية في العمل. وقد ورد في الأثر أن (العقل السليم في الجسم السليم) فعلينا أن نُصلح من أنفسنا حتي نكون قادرين علي تزويده بما يعينه علي أداء مهمته في تنمية بلدنا وتحسين أحوالنا. وأن نكون له أعوانا وناصحين. (… الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله، قال لله ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم… ) وعلينا أن ندله علي ما يَظهر لنا أنه خير له ولنا بما يرضي ربنا. وفي هذا الإطار يندرج مقالي هذا بما سيتضمنه من نصح له، مع علمي من نفسي بتواضع زادي في مجال المعرفة والحكمة. لكن هذه الأخيرة تُؤخذ من غير حكيم. وهي ضالة المؤمن أينما وجدها. وعليه أقول، بصفتي مواطنا مُطلعا علي واقع الناس اليومي، أنه من الجيد جدا للسيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، أن يعمل بكل ما أوتي من قوة، في مأموريته الثانية، علي إحداث تغيير إيجابي و سريع في حياة المواطنين. و أري أن ذلك ممكنا، وأنه ضروري أيضا لاستقرار البلد، ولضمان مستقبل أفضل له، ولرئيسه. وفي هذا الإطار أنصح سيادته بالقيام بالأمور التالية التي أعتقد أنها ستكون معينة له علي هذا العمل إن هو قام بها فور تنصيبه وتشكيل حكومته المقبلة. وألخصها في النقاط التالية:
١- عليه أن يُصارح وزراءه في أول اجتماع معهم بأنه ليس مَعنيا بالإطراء الشخصي الزائد، ولا التزلف لسيادته، بل إنه سيرضي فقط عن من يقوم بإنجازات في قطاعه ذات طابع مستديم، يراها الناس جميعا، المعارض منهم قبل الموالي، وتفرض نفسها علي الكل، ولا يستطيع أحد أن يشكك فيها أبدا.
٢- أن يحدد لكل وزير أجلا مُسمًا ليس بطويل ليُريه عملا ملموسا في هذا الإطار.
٣- أن يُلزم كل وزير بمقابلة في التلفزيون والراديو مفتوحة كل ستة أشهر مع الشعب يذكر فيها منجزاته، ويُبرر إخفاقاته، وأن يحاسبه مباشرة إثرها بتشجيع أو توبيخ.
٤- أن يأمر بإنشاء شركة تجارية تستورد كل المواد الإستهلاكية الأساسية وتبيعها بربح معقول للمواطنين علي كافة التراب الوطني كي تستقر أسعار هذه المواد في السوق بعدل وإنصاف، وحتي لا يبقي الناس دائما ضحية لجشع بعض التجار غير المتبصرين.
٥- أن يُحول المساعدات التي تقدمها مندوبية تآزر من حين لآخر للأسر ذات الدخل الضعيف إلي مدفوعات شهرية مستديمة ، مهما قلت، كضمان إجتماعي، علي غرار ما تفعل كثير من الدول. وأن تُرسل هذه المبالغ إلي مستحقيها بواسطة حساب مصرفي (بنكيلي مثلا،أو غيره) دون الحاجة إلي تنقل الوزير أو المندوب، والتكاليف، غير الضرورية التي تنتج عن ذلك.
وقبل هذا وبعده عليه:
- أن يدعو بهذه الأدعية كل صباح وكل مساء، مستحضرا صدق النية وكامل التركيز:
(اللهم آت نفسي تقواها، وزكها، أنت خير من زكاها، أنت وليُها ومولاها…)
(اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه، وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه)
(اللهم قني شر نفسي وشر الشيطان وشر الدنيا)
ولتذكر، يا صاحب الفخامة، دائما أن:
دور الرئيس في البلد = دور القلب في الجسد
⁃ و أنصحكم، في الأخير،بالإستعانة بكتابة هذه الآية الكريمة علي مدخل قاعة مجالس وزرائكم:
(…يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ…)