ها نحن، وبحمد الله، قد صُنّا أساس بناء بلدنا، وأمّنا ما نرجو أن يكون قاعدة وحدة وتماسك لأمّتنا، و منطلقا لشعبنا نحو غد أفضل إن شاء الله. ولم يبقي إلا العمل الجاد لبلوغ ذلك الهدف. فهنيئا لنا ولكم فخامة الرئيس بثقة الشعب، وبهذا الإنجاز العظيم. وإنه لتشريف كريم لكم، وأمانة، ليست بالهينة قد نطيت بعنقكم… وفقكم الله لأدائها كما ينبغي، وأعانكم.
لقد صوت لكم الكثير من المواطنين لكي يحموا موريتانيا من الفتن، ولأنهم أعجبوا بإدارتكم للملف السياسي برزانة خلال مأموريتكم الأولي، وبسعيكم لتقوية الوحدة الوطنية بواسطة خطابكم المعتدل، وبواسطة مشروع المدرسة الجمهورية الذي ابتكرتم…وغير ذلك…وأنا أحد هؤلاء… فقد نهضت باكرا يوم الإقتراع وذهبت وانتخبتكم، وعدت بعد ذلك لأنقل بسيارتي الخاصة، وفي الحر الشديد إلي مكاتب التصويت من يمنح صوته لكم من أهلي الذين يشاركونني في القناعة باختياركم. ومثلي كثير من المواطنين العاديين، الذين رأوا أن بقاءكم في السلطة أفضل لوطننا، ووحدة مجتمعنا، وسلامته… ولتحقق ما نصبو إليه من آمال في المستقبل…وإن كل هؤلاء يأملون الآن، وفي المنظور القريب، أن يروا آمالهم تتحقق، وأوضاعهم المعيشية تتحسن، و أن يشعروا بأن بلدهم يتطور بناؤه، وأنه سيصير مكانا لعيش أكرم في المستقبل… في نواحي الأمن و الصحة، والتعليم، وخدمات الماء والكهرباء، والطرق، والنقل، وأماكن الفسحة والإستجمام… وغير ها. وهذ الأمل هو ما تشرئب إليه أعناقنا كي نراه يتجسد واقعا علي أيديكم في الشهور والسنوات الخمس المقبلة.
إن بحوزتكم، سيادة الرئيس، تجربة خمس سنوات في إدارة البلد، وإنكم لا شك تدركون مواطن الخلل في معظم مناحي الحياة فيه، وإن معكم فريق عمل له اطلاع واسع علي الملفات الإقتصادية التي تمس حياة الناس. وكل ذلك في صالحكم. ولقد برهنتم، خلال المأمورية المنصرمة علي قدرتكم، علي إقناع السياسيين بالتهدئة السياسية، وأرغمتوهم بذلك علي العمل معكم لأجل الصالح العام بهدوء وسكينة، فشكرا لكم. لكننا اليوم نرجو كم أن تستخدموا موهبتكم هذه في الحوار والإقناع مع المسيرين الماليين، والمسؤولين المباشرين عن المشاريع التنموية الوطنية حتي تجعلوهم يتنازلوا عن جزئ من طموحاتهم في الثراء الشخصي، التي تشاع عن الكثير منهم، ويتوجهون، بدل ذلك في الفترة القادمة إلي عمل جاد لتشييد بنية تحتية، تبدو الحاجة إليها ماسة كما لا يخفي عليكم، بغية تحسن ظروف السكان المعيشية، ولتصبح الدولة في ما تطمئن له نفس كل محب لهذ الوطن.
لا تألو جهدا، صاحب الفخامة، في تحفيز الوزراء والمسؤولين الكبار وتشجيعهم علي أن يُنجزوا مشاريع تنموية ملموسة تزول بها معانات المواطن، و علي نحو لا يقبل المناكرة. خوفوا هؤلاء الوزراء أثناء المجالس الوزارية الأسبوعية، و رغبوهم، وذكروهم بالوعد والوعيد، و باليوم الآخر، وادعوا لهم، وحتي إن أمكنكم حَجِبُوا عليهم!… وسوف نؤازركم نحن المواطنون أيضا بالدعاء معكم ما أمكن!
اللهم اهد وزراءنا ومدراءنا، ورغبهم في الباقيات الصالحات، وارزقهم فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحبب إليهم المساكين، والضعاف من المواطنين. واجعلهم رحمة علينا، ياأرحم الراحمين…