هل المجتمع البيظاني عنصري كما يقول برام في خرجاته الإعلامية؟

العنصرية تعني احتقار الشخص كرها لخاصية به خارجة عن إرادته، كلونه مثلا، أو أصله، أو مكان ميلاده…أو غير ذلك، ومعاملته بازدراء، علي ذلك الأساس، ونبذه، وعدم مخالطته، وتجنب الإحتكاك به…. وهذا ما كان يفعله الأوروبيون والأمريكيون بالسود إلي غاية منتصف القرن الماضي، وكان يفعله أيضا بيض جنوب إفريقيا بسودها إلي عهد قريب. فيميزون بين السود والبيض في وسائل النقل العمومي، وفي مؤسسات التعليم، وأماكن الترفيه العامة… وغيرها، لا لشيئ يوي أن بشرتهم سوداء!  فهل لهذا السلوك نظير في مجتمع البيظان اليوم؟ أو في ما مضي من تاريخه ؟ هل يتجنب بيض البيظان اليوم سودهم،ويعزلونهم؟ أو كانوا يفعلون ذلك من قبل؟ هل سبق وأن رأي أحد منكم مدرسة تخص البيظان وأخري تخص السودان؟ أو وسيلة نقل عمومي لا يركبها إلا البيض، وأخري مخصصة للسود في موريتانيا؟ هل يتمايز البيظان ولحراطين في الجلوس في أماكن الفسحة والترفيه العام؟… 
لا شيئ من ذلك كله…. 
الحقيقة أن مجتمع البيظان، بحراطينه وبيظانه كان مجتمعا قبليا، وإلي حد ما لا زال، يتكاتف فيه الفرد البيظاني والحرطاني من نفس القبيلة ضد البيظاني والحرطاني من القبيلة الأخري. فبظاني هذه القبيلة يحب أخوه الحرطاني منها أكثر منما يحب بيظانيا من قبيلة أخري، والعكس. ولا دخل للون في هذه  المحبة والتقدير المتبادلين. ففي موريتانيا إن تشاجر حرطاني من قبيلتي مع بيظاني من قبيلة أخري أقف إلي جانب الحرطاني من فبيلتي ضد ذلك البيظاني. بل إنك لو تأملت في العلاقات الإجتماعية في المجتمع البيظاني  تجد المرأة البيظانية، مثلا، ترضع الولد الحرطاني، والمرأة الحرطانية ترضع ولد أختها البيظانية، ويشعرون بكامل الود والأخوة، وذلك دون التفكير في مسألة اللون إطلاقا، أو  حضورها في الذهن... وأعطيك مثالا آخر يوضح الأمر أكثر، فلك أن تتصور بأن أما بيظانية قد لا ترضي أن يرضع ولدها أما أوروبية نصرانية بيضاء البشرة، ولكنها تسعد بأن تسلمه لمرضعة حرطانية يرضع من ثدييها، ويصير في المستقبل في حكم ولدها…. فأين هي العنصرية؟؟؟ أنا سأرد عنك! لا توجد عنصرية. 
لا ينبغي استخدام ما قد يفرق المجتمع ويهدد الأمن السلمي لأغرض انتخابية.
المشكلة الحقيقية عندنا هي بين الفقير والغني… وليس كل غني أيضا…لا… فقط ذلك الغني  الغني الفاحش المكتسب من المال العام علي حساب المواطن الضعيف… البيظاني والحرطاني معا… وهذه تحتاج إلي علاج آخر…ندعو الله جميعا أن يهدي إليه حكامنا، وولاة أمرنا، وخاصة منهم المباشرين لتسيير وإدارة هذا المال….وعسي أن نري في المأمورية الثانية بوادر لذلك!

 

يحي ولد اكاي

أربعاء, 26/06/2024 - 19:36