الغرفة السوداء.. رواية تلقي الضوء على الفظائع التي تحدث في سوريا

حاولت المراسلة غوينايل لينوار الغوص داخل رأس قيصر سوريا، ذاك المصور العسكري السوري الذي خاطر بكل شيء ليُظهر للعالم صور الجثث التي عُذّب أصحابها في سجون نظام دمشق، لتكتب في سرد متماسك ومؤثر حوارا داخليا مفعما بروائح الموت ويضج بالصمت والشجاعة والجبن.

بهذه المقدمة يفتتح موقع "أوريان 21" -تقريرا لنينا شاتيل- تقرأ فيه رواية "الغرفة السوداء" للصحفية غوينايل لينوار التي تتحدث فيها بأسلوب شفاف وحيوي عن روتين حياة ذلك الأب المصور في مشرحة المستشفى العسكري بدمشق، ببلوزته ومكتبه البعيد عن زملائه ورؤسائه، والكعك الذي تضعه زوجته في حقيبته، وهو لا يطرح الأسئلة "لن يكون ذلك حكيما".

تحذر لينوار منذ البداية من أن هذا الكتاب عبارة عن رواية، شخصيتها الرئيسية حقيقية، فهذا المصور موجود ويعيش مختبئا في مكان ما بأوروبا، واسمه الرمزي "قيصر" والفظائع الموصوفة في الرواية مثبتة والحقائق موثقة، و"لكن صوته هو صوتي، إنه صوت رجل يتسلل الشك إليه".

هذا الصباح كانت 4 جثث صغيرة تنتظر في الأدراج ثم أصبحت 6 ثم 12 ثم 15، وسرعان ما لم تعد هناك مساحة في الأدراج، وسرعان ما تراكمت الجثث المعذبة على بلاط الممرات وفي شاحنات صدئة متوقفة أمام الباب، وفي الليالي تبدأ الكوابيس ووعي المصور يستيقظ، وسرعان ما يتبدد الشك أيضا.

وتتراكم الأدلة على بطاقة الذاكرة الخاصة بالمصور، سوف يخاطر بكل شيء لتهريبها قبل أن يغادر البلاد رغم خطر أن يجد نفسه على الجانب الآخر من العدسة، جثة معذبة تثير الرعب والدهشة في لحظة من الخوف والإعجاب.

أحد, 21/01/2024 - 13:05