لعب مجلس جائزة شنقيط بعد تأسيسه بموجب القانون رقم 06-99 الصادر بتاريخ 20 يناير( 1999) دورا بارزا ومشهودا في تعزيز البحث العلمي وإشاعة روح التنافس البناء والإيجابي بين الباحثين .ومن المعلوم أن الجائزة التي يمنحها هذا المجلس تكافئ الباحثين من الموريتانيين والأجانب الذين أجروا أعمالًا بحثية متميزة ومبدعة في مجالات الآداب والفنون والدراسات الإسلامية والعلوم والتقنيات . وقد وُزّعت جائزة المجلس للمرة الأولى سنة 2001 وحصل عليها لغاية العام الجاري العديد من الموريتانيين والأجانب . وتهدف مبادرة إطلاق هذه الجائزة إلى إحياء الإشعاع الأدبي والعلمي لموريتانيا عبر تشجيع الباحثين الذين لديهم القدرة على المساهمة العلمية النوعية في مجال البحث العلمي .ولذلك أصبحت الجائزة منذ تأسيسها مسرحاً للتنافس الموضوعي بين الباحثين مما كان له الأثر الإيجابي على ترقيةالبحث العلمي بفضل حرص أعضاء المجلس على البحث عن التميز وقياس جودة الإنتاجية العلمية للباحثين . كما أن منح هذه الجائزة هو اعتراف بالجدارة ، وهو أمر حتمي في البحث العلمي، يساهم بلا شك في زيادة غرس العادات الجيدة لدى الباحثين لمواصلة الإنتاج بشكل أفضل والحفر بشكل أعمق حيث تأخذهم مجالات البحث العلمي . إضافة إلى أن هذا الاعتراف هو بمثابة حافز للتجديد والابتكار وللتنمية المتناغمة لروح وآداب البحث العلمي ، والميل إلى تطبيق القواعد والإجراءات التي يمكن أن تضمن الأهمية العلمية للعمل البحثي .
وقد أصبح مجلس جائزة شنقيط تقليدا علميا وفرصة للاجتماع مع نهاية كل عام لإلقاء نظرة جديدة على جهود الباحثين لاستكشاف مواطن التجديد والابتكار في مجالات البحث العلمي الأساسي منه والتطبيقي العملي ، ما جَعَلَ من هذه الجائزة دعامة هامة للتنمية لا سِيَّمَا وأن تاريخ العالم قد علمنا أنه لا يمكن لأي بلد أن يحقق التنمية حقا دون الاعتماد على البحث العلمي .
إن استمرار مجلس جائزة شنقيط في أداء رسالته العلمية في ضوء معايير الشفافية والموضوعية التي دأب عليها منذ نشأته يعكس رغبة أعضائه في أن يظل هذا المجلس ديناميكيا وفعالا حريصا على نشر ثقافة التميز وجودة الإنتاج العلمي والأدبيالذي يشرف أعضائه على تزكيته ، إلا أن هيكلة مجلس جائزة شنقيط والمهام الموكلة إلى أعضائه ما زالت مجهولة لدى الكثير من الباحثين الفضوليين ، كما أن معايير قبول الترشح للجائزة وشبكة تقييم البحوث ( grille d’évaluation ) تحتاج بدورها إلى التحيين والمراجعة الجذرية ، وهو ما يعني ضرورة استحداث لجان متخصصة من داخل أعضاء المجلس وأخرى من خارجه تكون مهمة كل واحدة منها الإشراف المباشر على مرحلة معينة من مراحل اختيار وتقييم بحوث المترشحين وذلك بدء بلجنة استقبال طلبات الترشح للجائزة وانتهاء بأعضاء لجنة المداولات ( أعضاء مجلس جائزة شنقيط ) .
د / سيدي محمد يب أحمد معلوم
أكاديمي وخبير دولي في إدارة عمليات الاكتتاب والمسابقات