فخامة الرئيس السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لقد سمعت البارحة من أحد الأصدقاء أنكم ستزورون مدينتي بتلميت خلال هذا الشهر وبصفتي مواطنا موريتانيا عاش طفولته وشبابه في مدينته ومدينة أجداده أمتلك كامل الحق لأرحب بكم ترحيبا صادقا دون أي مجاملات أو نفاق .
فخامة الرئيس يؤسفني أن أخبركم بأني لن أكون من ضمن الوجهاء والأطر الذين سيستقبلونكم و يتصارعون ليسلموا عليكم و يستعيدون أثناء التحضير لزيارتكم عداواتهم وصراعاتهم منذ سقوط سد مأرب .
لن أكون ضمن هؤلاء بباسطة لأنهم لن يسمحموا لي ولأني لا أجيد استخدام أسلحتهم .
السيد الرئيس أعرف أنكم تحبون الثقافة و القراءة والمطالعة من أجل ذلك اخترت وسيلة أكثر رقيا لأعبر لكم عن رأيي و لأحكي لكم حكاية بسيطة عن مدينتي .
السيد الرئيس : من البديهي عند نقاد الأدب أن المقدمات تسيء للكتابات والأشعار والحكايا و للأسف حكايتي تحتاج مقدمتين أو فقرتين من مقدمة واحدة .
فخامة الرئيس أنتم تعرفون أكثر مني بأن الدمقراطية ليست تطبيقا الكترونيا جامدا يسجل فيه المتلقي معطياته ويعطيه نتيجة معينة ، لكنها وسيلة للحكم يستطيع كل مجتمع أن يفصلها على مقاسه انطلاقا من عاداته وتقاليده وحاجاته .
سيادة الرئيس بحكم عملكم على رأس إدارة الأمن وقيادة الجيش فإنكم بالتأكيد أدرى مني بخصوصيات الشعب الموريتاني واستثناءاته وبالتالي حين أحدثكم عن فرح أي مدينة أو ولاية بتعين إطار منها أو انتخاب منتخب تعرفه ويعرفها فإنكم ستتفهمون ما أكتب ومن هنا سأدخل في الموضوع لأحكي لكم عن فوبيا بتلميت التي تنتابها قبل كل إعلان عن تشكيلة وزارية أو ترشيحات للحزب الحاكم أو حتى تعينات مجلس الوزراء ، فالمواطن البوتلميتي البسيط يغضب حين يسمع اسما غريبا على الجنكه او امبدية بور أو الأحواش أو الجديدة ويزداد قهرا حين يراد له أن يقتنع بطريقة التنويم المغناطيسي أن هذا الوزير أو ذلك النائب أو المدير ممثل لبتلميت في الحكومة أو البرلمان الموريتانيين .
فخامة الرئيس أنا لست من دعاة المحاصصة بمفهومها اللبناني الحزين ولكني أدعو لانقاذ مدينتي من تعيين ممثلين عنها غرباء الوجه واليد واللسان تماما مثل فتى أبي الطيب المتنبي في بلاد فارس .
هؤلاء الغرباء ليسوا معنيين بمشكلة البطالة التي تقتل بشكل صامت ثلاثة أرباع أبناء بتلميت و سأكون مسرفا في الصراحة وأقول لكم إن مساعدة ابناء المدينة -أي مدينة - في الحصول على عمل من طرف ممثليها في المخزن تنفيذيه وتشريعيه أمر عادي جدا في الخصوصية الموريتانية التي حدثتكم عنها آنفا وهذا لا يعني الوساطة الظالمة التي تضعف تكافئ الفرص ولكنه جهد في إطار مكافحة البطالة .
فخامة الرئيس عند القيام باي إحصاء يتمتع بالمصداقية ستجدون أن بتلميت من أعلى نسب البلاد بطالة ومن أكثرها أطرا وجامعيين وفنيين و مثقفيين وهذا هو مبرري لكتابة هذه الرسالة لكم .
فخامة الرئيس وفقكم الله لما فيه خير البلاد والعباد .
المواطن بابه وأربيه