دكتور فى فرنسا: الاعتماد على الفحص السريع فى هذه المرحلة من انتشار الفيروس فى موريتانيا خطا كبير

شرعت وزارة الصحة منذ الأسبوع الماضي فى توسيع استخدام الفحوص السريعة للكشف عن الفيروس واعتماد نتيجتها بدلا من الفحص المخبري الأكثر دقة PCR والذي يتم بواسطة اخذ مسحة من الحلق او افرازات الأنف للكشف عن وجود الفيروس فى الجهاز التنفسي ، بيننا يتم الفحص السريع بواسطة قطرة من دم الشخص  ويكشف ردة فعل الجسم ضد الفيروس فى حالة وجودة.

وقال منسق مكافحة كورونا، الدكتور سيدي ولد الزحاف، قبل ايّام، ان فحصPCR سيتم اجراؤه فقط لحالات الوفاة المشتبه فيها او لتأكيد الشفاء، واعتماد نتيجة الفحص السريع TDR لتشخيص الإصابات معتبرا ان له نفس دقة الفحص المخبري PCR

من جانبه، يرى الدكتور بالمستشفيات الفرنسية، احمد عمو ولد المصطفى، ان  الفحص السريع الذى تحتفل الحكومة بفعاليته  و بدأت تعتمده على نطاق واسع فى هذه المرحلة من الانتشار السريع للوباء لا يكشف عن أهم دليل على نشاط الفيروس وقابليته للانتقال وهو وجود الفيروس نفسه فى المسالك التنفسية، بل يكشف فقط عن ردة فعل الجسم الموجهة ضده و التى تكون متأخرة بعشرة ايام الى اسبوعين من بداية ظهور اعراض المرض أي 3-4 أسابيع بعد دخول الفيروس الى جسم الانسان.

و اضاف الدكتور ولد المصطفى، فى تدوينه على حسابه، وهو طبيب أخصائي يقيم ويعمل فى فرنسا،. بان نتيجة ايجابية  للفحص السريع. لا تعنى ان الشخص مصاب بالضرورة لأن الاجسام المضادة التى يقيسها هذا الفحص تظهر متأخرة بعد أول أعراض المرض،   لذا فان أعداد الاصابات التى تعلن عنها الوزارة يوميا لا تفرق بين من يحملون الفيروس و بامكانهم نقله ويجب عزلهم وبين من تمت اصابتهم منذ اسابيع وقد شفوا ولم يعودوا يشكلون خطورة على غيرهم.

واعتبر الدكتور بان الإعلان اليومي عن حصيلة الوفيات والإصابات المشخصة باعتماد   الفحص السريع TDR  بلا معنى  فى هذه المرحلة من التفشي التى توجد فى موريتانيا  ولا يساهم فى مكافحة تفشي فيروس كورونا. والأفضل هو العودة الى اعتماد الفحص المخبري PCR فى تاكيد الإصابات بالفيروس واقتصار استخدام الفحص السريع فى متابعة الشفاء للحالات المصابة للتأكد من شفاءها التام بوجود الأجسام المضادة IgG فى الجسم 

وشدد الدكتور على انه ووعيا منه بمحدودية أمكانيات البلاد البشرية و المادية فقد ابتعد منذ البداية عن الخوض فى الاجراءات الحكومية المتعلقة بمكافحة كورونا حتى لا يشوش على أذهان الناس أو يزحزح ثقتهم بسلطات البلد فى هذه الاوقات العصيبة التى يحتاج الجميع فيها الى اللحمة و التآزر و تضافر الجهود ، لكنه  مرغم الآن على توضيح بعض الامور التى يترتب على فهمها الصحيح حسن تعامل المواطنين مع المرض من اجل صون صحتهم الجسدية و توازنهم النفسي ..

أحد, 14/06/2020 - 12:03