عقب استهداف إسرائيل لمخيم جباليا بغارات جوية، بات السؤال هل يستحق الثمن كل هذه التكلفة، فالقتلى من الفلسطينيين بالعشرات.
وفي لقاء في وقت متأخر من الليلة الماضية، مع مدير قسم الجراحة في أحد مستشفيات المخيم القريبة، قال لي إنهم استقبلوا حوالي 400 مصاب. 120 منهم وصلوا موتى أو لفظوا أنفاسهم الأخيرة عند الوصول إلى المستشفى.
تقول إسرائيل إنها شنت نحو 11 ألف غارة على غزة منذ بداية الحرب. وأنا من موقعي بالقرب من الحدود مع غزة، سمعت وعلى مدى أيام أزيز أصوات المدافع الثقيلة التي لم تتوقف.
كما يمكن سماع أزيز الطائرات الحربية وهي تحلق مسرعة لتوجيه ضرباتها على غزة بدون توقف.
وبعد كل هذا الجيش الإسرائيلي أعلن مقتل 15 من جنوده في المعركة، وهذه الخسائر برأيي مؤشر على ما ينتظر الجيش لاحقا.
فتوغله البري لم يكتمل بعد، ولم يدخل عمق المناطق المأهولة مثل مدينة غزة - وهذا يشكل تحديًا عسكريًا كبيرًا.
لكن الجيش حاليا لا يتحرك إلا عبر القرى المحيطة في المدينة، وقبل بضعة أيام، نصب مسلحو حماس كمينا للقوات الإسرائيلية أثناء دخول إحدى قوافلها إلى غزة. وكان يوجد بعض الجنود داخل المدرعة التي يفترض أنها آمنة، لكنها اشتعلت بصاروخ روسي الصنع مضاد للدبابات