لأول مرة منذ سنوات، وصلت المساعدات أخيرا لمخيم للنازحين السوريين يقع قرب قاعدة عسكرية لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يقول السكان إنهم اضطروا لأكل الحشائش من أجل البقاء على قيد الحياة.
وقالت صحيفة "نيوورك تايمز" إن مخيم الركبان، الذي لا يبعد سوى كيلومترات قليلة عن قاعدة التنف في جنوب شرقي سوريا، انتهى به الأمر إلى قطع شبه كامل عن المساعدات بسبب الحدود المغلقة وسياسة الحكومة السورية بمنع جميع جهود الإغاثة تقريبا للمناطق الخارجة عن سيطرتها.
بدأت أوضاع العالقين في المخيم بالتدهور خصوصا منذ إعلان الأردن منتصف 2016 حدوده مع سوريا والعراق منطقة عسكرية مغلقة. وزاد الوضع سوءا مع تفشي وباء كوفيد-19 وإغلاق الأردن حدوده تماما.
يعيش أفراد مخيم الركبان في خيام أو منازل طينية ويكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة دون ما يكفي من الغذاء والرعاية الصحية.
تؤكد الصحيفة أن المساعدات وصلت أخيرا لساكني المخيم بمساعدة من قوات التحالف الدولي، بعد أن جاهدت إحدى منظمات المساعدات السورية الأميركية لسنوات لإيجاد طريقة للتخفيف من محنتهم.
وتضيف أن الأيام القليلة الماضية شهدت وصول الوجبة الأولى من الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها بمساعدة من خلال برنامج دينتون.
يتيح هذا البرنامج لمجموعات الإغاثة الأميركية استخدام المساحة المتوفرة على طائرات الشحن العسكرية الأميركية لنقل المواد الإنسانية مثل الاغذية والإمدادات الطبية.
تنقل الصحيفة عن معاذ مصطفى المدير التنفيذي لقوة الطوارئ السورية، وهي منظمة غير حكومية أميركية سورية مقرها الولايات المتحدة، القول: "ليس هناك باب لم نحاول طرقه" في محاولة إيصال المساعدات إلى المخيم.
وأضاف: "كنا نصرخ بأعلى صوتنا على كل من كان متواطئًا في عدم تقديم المساعدة لهؤلاء الأشخاص العالقين في وسط الصحراء.. ذهبنا لوزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية وتحدثنا إلى الأمم المتحدة".
خلال السنوات التي سبقت ذلك يؤكد السكان أن البضائع الوحيدة التي كانت تصلهم تأتي عادة من خلال المهربين وتباع بأسعار مرتفعة تفوق قدرة معظمهم.
يقول خالد العلي، وهو أحد سكان الركبان منذ عام 2014، إنه رأى "أشخاصا يأكلون الحشائش التي تستخدم عادة لإطعام الحيوانات.. كل شيء يصل إلى المخيم عن طريق التهريب دون منظمات إغاثية أو الأمم المتحدة".
يؤوي المخيم الذي تأسس عام 2014 ويقع في منطقة حدودية فاصلة بين سوريا والأردن، نحو ثمانية آلاف نازح حاليا، من نحو أربعين ألفا كانوا يقطنوه قبل سنوات وقد وفدوا إليه تباعاً هاربين من المعارك على جبهات عدة في طريقهم الى الأردن. لكنهم وجدوا أنفسهم عالقين قرب الحدود.
ويقع المخيم ضمن منطقة أمنية بقطر 55 كيلومترا أقامها التحالف الدولي بقيادة واشنطن وأنشأ فيها قاعدة التنف العسكرية. وينتشر في المنطقة مقاتلون معارضون تدعمهم واشنطن.