حذر مشرعون إيرانيون من أن مقاطعة سيستان وبلوشستان الإيرانية ستنفد فيها المياه في غضون ثلاثة أشهر، وأن النقص سيؤدي إلى "كارثة إنسانية" ويؤجج التوترات مع جيران البلاد.
وينقل تقرير من "نيويورك تايمز" أن الماء بات هو ما يشغل سكان المنطقة، إذ بالكاد يجدون مياها كافية لغسل ملابسهم أو الاستحمام، ناهيك عن الزراعة أو تربية الماشية.
وينقل التقرير عن ستاره، 27 عاما، وهي طالبة جامعية في زاهدان، عاصمة المقاطعة، قولها إن "كل شيء من الطهي إلى الأعمال المنزلية الأخرى هو محنة بالنسبة لنا".
ويقول خبراء إن الجفاف طارد إيران لعدة قرون، لكن التهديد اشتد في السنوات الأخيرة حيث تغلبت الأولويات السياسية على الإدارة السليمة للمياه.
وزاد تغير المناخ الأمور سوءا في منطقة لا تهطل عليها الأمطار عادة لمدة سبعة أشهر من السنة، وحيث يمكن أن ترتفع درجات الحرارة إلى 124 درجة في يوليو.
وامتدت المخاطر إلى حدود إيران، حيث تؤجج النزاعات المائية التوترات مع الدول المجاورة مثل تركيا وأفغانستان.
ويقول خبراء المياه إن المياه الجوفية والأراضي الرطبة الإيرانية مستنفدة بشكل لا رجعة فيه. وبسبب تغير المناخ، يمكن لإيران أن تتوقع درجات حرارة أعلى وفترات جفاف أطول، فضلا عن خطر أكبر من الفيضانات المدمرة.
ومع ذلك، تواصل البلاد تبذير المياه الثمينة على الزراعة، التي لا تغير كثيرا في الاقتصاد ولكنها تبقي الناس يعملون في المناطق الريفية في إيران، حيث يعيش العديد من مؤيدي الحكومة.
وقال كاوه مدني، خبير المياه في الأمم المتحدة وجامعة مدينة نيويورك الذي كان في السابق نائبا لنائب الرئيس الإيراني، "إيران تتجه إلى إفلاس مائي لا يمكنها النجاة منه، وما لم تقلل الاستهلاك، فإن الوضع لن يتحسن"،