ربما كان أكبر شاهد على الفظائع التي شهدها العراق خلال العقدين الماضيين هو نهر دجلة الذي يمر عبر الكثير من المدن العراقية، ويتلوى داخل أحياء العاصمة بغداد، حتى أن الجثث كانت ترمى فيه خلال فترة الحرب الطائفية التي شهدتها البلاد عقب الغزو الأمريكي البريطاني عام 2003.
منذ ذاك الحين ارتبط اسم العراق في الصحف ونشرات الاخبار بالمجازر والاقتتال الطائفي والسيارات المفخخة والقتل على الهوية وسلسلة طويلة من التنظيمات المتشددة سنياً وشيعياً، تناسلت سريعاً بعد سقوط نظام صدام حسين الذي حكم البلاد باسم البعث بيد من حديد لعقود.
اليوم، وبعد مرور عقدين على ذاك الزلزال الذي هز العراق والمنطقة، يُجمع سياسيون من مختلف المكونات العراقية، كما الكثير من المواطنين الذين التقتهم بي بي سي، على أن الوضع ما زال مفتوحاً على انهيارات جديدة كبرى، بالنظر إلى أن الأزمات التي تعمقت عقب انهيار نظام البعث لم يتم وضع حلول جذرية لها، وإنما دُفنت على أمل نسيانها وتجاوزها بالتقادم.
وتتيح العودة لاستذكار ما جرى خلال العشرين عاماً الماضية إضاءة مفيدة لفهم الدوافع التي أدت إلى المآسي التي مر بها العراق، بعد أن كان وُعد بالخلاص من الديكتاتورية وبجنة الديمقراطية من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا والمعارضة العراقية.