
إنجاز صرح بهذه الضخامة والأبهة في وسط العاصمة، ومقابل قصر الرئاسة عمل جليل ومفخرة عظيمة للبلد ومؤسساته وسيادته وهيبته. وأشكر السيد الرئيس الشيخ الغزواني على تجسيد هذا الحلم واقعا وفي ظروف استثنائية بالغة الصعوبة، كما وأهنئ الحكومة والسادة النواب والسلطة التشريعية بهذا الإنجاز.
السلطة التشريعية مؤسسة دستورية تنوب عن الشعب وتمثله وتدافع عن مصالحه وخياراته ضمن التمثيل السياسي المعتمد في البلد، وهي مؤسسة جدية وليست مؤسسة ترضية أو مساومة أو ميوعة.
وهنا أود أن أشرح أن التمثيل البرلماني المعتمد في العالم بأسره لا يخرج عن ثلاثة أنماط وحسب. الأول هو نظام الدوائر البريطاني، المملكة المتحدة كلها تقسم إلى ٦٥٠ دائرة، لكل دائرة الحق في التمثيل بنائب واحد في البرلمان، ومن جاء أولا في الانتخاب (first-past-the-post)ولو بنسبة ضئيلة يظفر بالمقعد النيابي عن الدائرة ولا شوط ثان (لندن مثلا مقسمة إلى ٧٣ دائرة، أسكتلندا ٥٩ دائرة، جبل طارق دائرة واحدة).
الثاني هو النظام الأمريكي والذي يعطي لكل ٣٥ ألفا من السكان الحق في تمثيلهم بنائب في الكونغرس، فحسب نسبة السكان في هذه الولاية أو تلك تزيد أو تنقص نسبة عدد النواب الممثلين في الكونغرس. وربما منه أخذنا نظامنا في انتخاب النواب.
النمط الثالث هو النموذج الإسرائيلي والذي يحول الدولة كلها إلى دائرة واحدة، ونسبة معينة للحسم، فأي تشكيلة سياسية لم تحصل على ما فوق ٣٪ لا تحصل على أي تمثيل في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست).
العامل المشترك بين الأنماط الثلاثة المذكورة هو أن لا وجود للائحة للنساء ولا وجود للائحة وطنية ولا وجود للائحة للشباب، هذه زوائد دودية فوضوية الهدف منها إرباك المشهد السياسي وتحويله إلى حلبة صراعات سخيفة مع تشرذم وتفتت وتجزء وغياب الوحدة السياسية الجامعة للفرق المشكلة للبرلمان.
حتى تكون الجمعية الوطنية صرحا دستوريا تشريعيا، وبامتياز يجب تخليصه من الشوائب ونقص عدده إلى حدود مائة والاقتصار على تمثيل الدوائر حسب عدد السكان، فبدون هذا سيتحول هذا النادي الضخم إلى ناد كبير للتهريج والسفسطة والسطحية!
سيد احمد أعمر محم