
أدى التحقيق الذي أجرته وحدة التحقيق لوسائل إعلام فرنسية، مع كونسورتيوم Forbidden Stories ، إلى اكتشاف تفاصيل جديدة حول قضية الصحفي في القناة الفرنسية BFMTV ، ذو الأصول المغربية رشيد مباركي ، الذي تم توقيفه من طرف إدارة القناة .
وكشف التحقيق، أن وراء قضية الصحافي في القناة الفرنسية BFMTV رشيد مباركي دور لوكالة تضليل إسرائيلية يديرها أفراد سابقون في الجيش والمخابرات، و يأتي هذا التطور بعد شهر من توقيف إدارة القناة مذيعها رشيد مباركي، بشكل مؤقت، وفتحها تحقيقا داخليا حول تعرض الأخير لتأثير خارجي من خلال تقديمه على مدى أشهر وعلى المباشر لمحتوى ‘‘لم يخضع للتحقق أو التدقيق’’ من قبل المسؤولين عن النشرات الإخبارية الليلية التي يقدمها، وأكثر من ذلك، لاستخدامه مصطلح ‘‘الصحراء المغربية’’، بدلا من “الصحراء الغربية”، كما أوردت وسائل إعلام فرنسية عديدة.
وأقر المباركي في رده على استجواب إدارة BFMTV التي فتحت تحقيقاً داخلياً حول الموضوع، بعمليات “تدخل” واعترف باحتمال خطأ صحافي في الحكم كان من شأنه أن أدى به إلى “تقديم معروف لصديق”. تم إيقاف الصحافي في 11 يناير 2023 من قبل مدير القناة مارك أوليفييه فوجيل، الذي أوضح للموظفين أنه كان عليه اتخاذ هذا القرار بعد أن تم تنبيهه إلى وجود معلومات متحيزة محتملة يتم بثها على الهواء.
الشخص الذي نبهه هو الصحافي فريديريك ميتزو، الذي كان يعمل حينها في وحدة التحقيق براديو فرانس، كجزء من تحقيق واسع يسمى “Story Killers” بتنسيق من اتحاد Forbidden Stories. وقد أبلغ فريديريك ميتزو، مارك أوليفييه فوجيل باكتشاف الصحافيين من أجل الحصول على رد فعله، ليقوم الأخير باستدعاء رشيد مباركي.
ونقطة الانطلاقة في هذه القضية ليست في فرنسا، بل في إسرائيل، هناك اخترق، وعلى مدى عدة أشهر، فريديريك ميتزو مع جور مجيدو (الصحافي الاستقصائي في صحيفة The Marker الإسرائيلية) وعمر بنجقوب (الصحافي الاستقصائي في صحيفة هآرتس الإسرائيلية)، اخترقوا هيكلا متخصصا في التأثير والتلاعب الانتخابي والتضليل.
المؤسسة ليس لها وجود قانوني، مكاتبها وظيفية لكنها سرية، ويستحيل إجراء مقابلة مع أي شخص، حيث يؤكد أحد المديرين التنفيذيين في المؤسسة الوهمية، قائلاً: “في معظم الأوقات، لا يريد الزبائن منا الظهور. نحب أن نكون خلف الكواليس. هذا ما يجعلنا أقوياء. مؤسستنا نشطة في جميع القارات. لقد تدخلنا في 33 حملة انتخابية على المستوى الرئاسي، ثلثاها في البلدان الناطقة بالإنجليزية والفرانكفونية في إفريقيا”.
وتؤكد المؤسسة الوهمية أنها تستطيع أيضاً مهما كان الأمر، ومع الأدلة الداعمة، “تجنيد” صحافيين من وسائل الإعلام الأجنبية الكبرى. ويؤكد التحقيق أن العميل قد يحصل مقابل ذلك على 20 ألف يورو، يتم دفع 3آلاف منها نقدا للصحافي.
كما يؤكد الصحافيون أن قادة المؤسسة الوهمية الإسرائيلية أظهروا لهم مقطع فيديو يعود ليوم 19 سبتمبر 2022 حيث نرى رشيد مباركي يتحدث مع الصور الداعمة، عن الصعوبات التي واجهتها صناعة اليخوت في موناكو بعد فرض عقوبات على الأوليغارشية الروسية. بمجرد البث، تم عزل هذا المقتطف وتوزيعه على نطاق واسع على تويتر بواسطة المنصة الخاصة بالمؤسسة. وبالتالي، فإن الغرض من هذا التدخل، هو تشويه سمعة العقوبات المفروضة على روسيا. حسب المصدر ذاته.