بين دفتي كناش عثرنا صدفة على بعض الورقات الصفراء من ضمنها وثيقة نادرة بخط وتوقيع المسمى عال ولد محمد ، بدأ عال رسالته المفتوحة الى إخوانه الموريتانيين بالبسملة والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والوثيقة تتعلق بمجريات الاستفتاء الذي نظمته الحكومة الفرنسية سبتمبر ١٩٥٨ لتخيير أقاليم ماوراء البحار الأفريقية بين الاستقلال الداخلي في إطار المجموعة الفرنسية الذي ترمز له <<نعم>> أو الاستقلال التام الذي ترمز له <<لا>> ، وذكَّر صاحب المنشور إخوانه بالظرفية التي تخوض فيها شعوب العالم أعظم التضحيات والمعارك من أجل التخلص من رقبة الاستعمار وطالبهم وحثهم على أن يصوتوا ب<<لا>> من أجل الاستقلال التام ، فالتصويت ب <<لا>> هو الوسيلة التي تحرر من الاستعمار الأجنبي البغيض أما التصويت ب <<نعم >> فهو قبول البقاء تحت السيطرة والاستعباد ، وندد بتهديد الاستعمار بقطع التعاون الاقتصادي مع الشعوب التي صوتت ب<<لا>> ، << فالفقر والجوع أفضل الف مرة مع الحرية على الغناء والرفاهية مع الاستعباد....>>.
للذاكرة فإن ثنائية لا ونعم أثارت في تلك الفترة جدلا واسع النطاق داخل البلد بجميع أطيافه السياسية والعلمية الدينية والأدبية الثقافية حول إشكالية موالات المستعمر أو مهادنته وانقسمت الآراء حولها وكان من نتيجتها إثراء الساحة السياسية والثقافية والعلمية بفتاوي شرعية وإنتاج أدبي عبر عنه الأديب سالم ولد ببوط رحمه الله بطرافته المعهودة ب:
وي ونون ألا خيارات
والمخير ماه مغبون
وي امحالية فالحسنات
وامحالية فالفظة نون
أحمد محمود محمد احمدُ (جمال)
.jpeg)
.jpeg)