اعتاد المواطن في موريتانيا أن يتطلع يوم الأربعاء من كل أسبوع إلى ما تفرزه جلسة وزراء يغلب عليها التقليد و الروتين منذ الاستقلال . فيحبس المتثيقف أنفاسه لعل و عسى.... ! ثم يحشرها في كل شاردة و واردة .. تحليلا و تعليلا لما تمخض عنه المجلس .
في ضحى الواحد و الثلاثين من يوليو ٢٠٢١ أخذت هاتفي و بدأت أتصفح موجه الأزرق، و كلي استعداد للغوص في لجيه الزاخر بالسياسة .. أبحث عن خبر صادق أو معلومة مفيدة أو مقابلة هادفة، لتسوق إلي الأقمار مقابلة تغري كل متتبع للشأن العام .
تعتبر هيبة الدولة مسألة ضرورية لا يمكن لعجلة التنمية أن تتدحرج في أمان و بانتظام من دون وجودها .
فهي الضامن الأول لأي خطوة يتم خطوها على درب البناء و الإنماء .
لذا فإن السلطة الحاكمة -أي سلطة- مطالبة بفرض تلك الهيبة من خلال إقامة العدل و المساواة، و إشاعة السلم و الأمان، وتوفير الصحة و التعليم، و تحقيق العيش الكريم .
كثيرا ما يعلق المواطنون آمالهم و أمنياتهم الخدماتية على المنتخبين المحليين و الحكام .. فيلوذ المنتخبون بالصمت منذ الوهلة الأولى .. و يختفون عن الأنظار إلا في مناسبات تجديد البيعة و الولاء لصاحب الكرسي .
انبرى خيرة فرسان الرياضة (المرابطون) بقيادة "أبي بكر" كمرا مزهوين بملابسهم التي تتزين بلون العلم الوطني في يوم مشهود من شهر معلوم، و زحفوا نحو الميدان و كأنهم يرتلون "و من رباط الخيل".
تعتبر النخب ربان المجتمعات و قادة الرأي فيها، فهي التي يكون على عاتقها دور التوعية و التثقيف، و العمل على صهر مكونات المجتمع في بوتقة واحدة تجعلها أكثر التحاما و تماسكا ، إلا أن بعض النخب المؤثرة في بلادنا -للأسف- هي أول من يذكي النعرات و يحيي الجهالات و يعزف كل وتر حساس يحدث طنينا أو ضجيجا من حين لآخر .