كان باصيرو ديومان دياخار فاي وفيا للغاية لأسلافه،سنغور وضيوف وواد وصال، إذ لم يكد الرجل يضع قدميه داخل القصر الأبيض، المستلقي على رابية في حي "بلاتو" العتيق بدكار، حتى حزم أمتعته ويمم وجهه شطر الضفة الأخرى لنهر صنهاجة،
ربيع ناعم جدا، ذلك الذي يحدث على الضفة الأخرى لنهر صنهاجة،
بين السينغال وموريتانيا يفصل نهر واحد فقط، صفحة مياه، عليها عبارة وجسر لم يكتمل بناؤه بعد، من يدري؟ ربما نستيقظ ذات صباح، على أشياء أخرى مشتركة بين موريتانيا والسينغال، غير حقل "أحميم" للغاز.
(كان)... المختار ولد داداه، رحمه الله، شابا في مقتبل العمر، حين اقتحم السياسة ودك أسوارها، دانت له البلاد بطولها وعرضها وجمعت له كافة الأحزاب في حزب واحد، ولقبته بأحسن لقب، قد يحلم به سياسي ممن جايلوه: "أب الأمة"،
كان اليابانيون إذا اضربوا عن العمل، وضعوا على ظهورهم إشعارا بذلك يقول: "نحن مضربون"، ثم زادوا الإنتاج نكاية في رب عملهم، لم تكن بهم حاجة هناك، لا إلى مخابرات ولا إلى هراوات ولا إلى مسيلات دموع، وفرت اليابان ثمن كل تلك الأشياء وأخواتها، في حين بذلنا فيها، نحن العرب، الغالي والنفيس وأبدعنا فيها لدرجة حيرت العالم،
كان "جاكوب جيديلي غيدليهليكيزا زوما"، هذا هو اسمه الكامل، من طينة المناضلين الكبار الذين لا يشق لهم غبار، من أمثال جون دوب، سول بلاتجي، نيلسون مانديلاوثابو مبيكي، وغيرهم من مؤسسي وقادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي،
..ذات مساء ربيعي من أواخر نيسان/ابريل عام 1720، رست سفينة القديس أنطوان الكبير، داخل ميناء مدينة مارسيليا، المزهوة وقتها برخائها الاقتصادي ورواج تجارتها، كانت السفينة القادمة من الشرق البعيد، تغص بحمولة ثقيلة وثمينة من الأقمشةالدمشقية الأصيلة، ينام بين ثناياها وباء الطاعون الغاشم، الذي سيلتهم ببطء، تلكالمدينة المسكينة، الغارقة في ملذاتها ونزواتها،
..في صبيحة يوم الجمعة السادس عشر من مايو من عام 1997، رمى موبوتو سيسيسيكو بنفسه داخل المقاعد الخلفية لسيارته الرئاسية، انطلقت به مسرعة إلى مطار "إنجيلي" شرق كينشاسا، ليبدأ من هناك رحلة الهروب المضنية نحو المنفى والموت البطيء،
في شهر مايو من عام 1814، دك الحلفاء، (بريطانيا وروسيا وبروسيا والنمسا)، أسوار مدينة باريس واقتحموا أبوابها، وحين اتفقوا على نفي نابليون إلى جزيرة صغيرة، قبالة السواحل الإيطالية، تدعى "ألبا"، حفظوا عليه لقب الإمبراطور وودعوه بإحدى وعشرين طلقة مدفعية، بل وجعلوا حرسه الإمبراطوري يهتف باسمه وحياته ويؤدي له التحية العسكرية وهو يغادر إلى منفاه،
حتى الرمق الأخير، ظل رفاق بينيتو موسوليني من اليسار الإيطالي، يتوسلون إليه بإخلاص شديد، لكي يقلع عن فكرة الفاشية ويتخلي عن لقب "الدوتشي"، (يعني القائد بالإيطالية)، لكن ابن الحداد والمعلمة، الذي عاش جزءا من حياته متسكعا في شوارع العاصمة السويسرية جنيف، ينام تحت جسور المدينة، قبل أن يصبح بمحض الصدفة زعيما لإيطاليا بتاريخها وجبروتها، كان يسخر من رفاقه ا