السابع من اكتوبر عامان مرا على رحيل نصير المستضعفين وملهم المناضلين الأب والمناضل والثوري محمد المصطفى ولد بدر الدين الذي اختار لنفسه مسار البدر في ليالي الدجى المعتم...
لم يهزمه إنفراط عقد الخلان وتبدل قناعات بعض الرفاق فظل على الخط كادحا كدحا في سبيل قناعاته الثورية التقدمية.. لم يهادن في مبادئه ولم ينثن للعواصف مهما كانت قوة تياراتها ....
إنه مدرسة ستظل الأجيال مُطالبة بالإغتراف من نهر عطاءاتها واستحضار جميل صفحاتها لإستلهام العبر والدروس.
عاش محمد المصطفى ثمانين حولا من الوفاء والإستماتة والصمود والبزوغ لثوري لم يبدل تبديلا ورحل كما العظماء.....
إنها سيرة رجل تعجز الكلمات عن وصفه فينكسر الوصف مرتين ثم يرجع اللفظ خاسئا وهو حسير ..
رجل خبرته السجون وساحات النضال ومنابرها مدافعاً عن حقوق المسحوقين والمهمشين..
كنت طفلا أيامها لكن قصص بطولات الرجل كانت ملهمتي ومحددة لسياقي الفكري الذي سأكون عليه مدافعا عنه ومضحيا بكل شيء من اجله مقتديا برمز الممانعة القائد الثائر و صوت المهمشين ، الأديب الشاعر الأريب....لقد ثلم الوطن بفقدك يابدر الدجي .
أعزي فيك جيلا كاملا كنت له رمزا وقدوة.. اعزي فيك قوافي الشعر والبيان والسهل الممتنع الذي يفيض درر جمان سلسا رقراقا ... اعزي فيك اروقة برلمان طالما صدحت فيه بصوت قوي مزلزل لكيان الرجعية والظلم نصيرا لمن لاصوت له غيرك في سهول وجبال ووديان وصحاري موريتانيا الأعماق .... رحمك الله فقد كنت مدرسة ارتوت منها أنفس و رتعت فيها أجيال ومازالت وستظل..
رحمك الله يابدر الدجي وجعل مقامك في الفردوس الأعلى مع الصديقين والشهداء....